تنظّم الحركة البيئية اللبنانية، اليوم، المؤتمر الوطني حول إدارة النفايات الصلبة على ضوء تفاقم أزمة مطمر الناعمة _ عين درافيل وانتشار أكثر من 700 مكب عشوائي بين المناطق. وستتلاقى في قصر الأونيسكو بلديات ونقابات وجمعيات ونشطاء لتبادل الخبرات وعرض الرؤى حول معالجة النفايات بطرق بيئية واقتصادية وصحية على هامش معرض للتجارب المحلية الناجحة والابتكارات والتقنيات.
مشروع «إدارة بيئية للنفايات الصلبة في تفاحتا» سيكون له ركن في المعرض، حيث ستعرض مواد جمعتها بعض النساء من النفايات المنزلية وحوّلتها إلى تحف فنية ومنتجات قابلة للاستعمال مجدداً. تلك المواد كانت جزءاً من حصيلة المشروع الذي نفذ بالتعاون مع البلدية وجمعية أرض لبنان، بإشراف مركز الخدمات الإنمائية في البيسارية (قضاء الزهراني) التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية وبتمويل من مكتب التعاون في السفارة الإيطالية. وإذ يندرج ضمن خطة الوزارة لتعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي والتنمية، بادر المركز إلى الاتصال بعضو البلدية حليمة عز الدين، السيدة الوحيدة في بلدية تفاحتا وجوارها، بهدف تنفيذ مشروع يلبي حاجات نساء البلدة. استطلاع رأي ميداني أظهر رغبة النساء في التدرب على فرز النفايات بين عضوية وصلبة تمهيداً لحل أزمة المكبات العشوائية التي تحاصر البلدة من كل جانب وتلوث هواءها وتشوه طبيعتها الخضراء. إحدى الناشطات في المشروع، زينب يونس، أوضحت أن تنفيذ المشروع الأول من نوعه في البلدة، استلزم جولات متكررة على الأحياء لإقناع ربات المنازل بالتعود على فرز النفايات من المصدر. إدارة المشروع أمنت عدة الفرز من براميل ملونة وأكياس وزعت على كل البيوت، لكنها لم تنتج جميعها نفايات مفرزة. الاستجابة كانت متفاوتة، احتاجت إلى طرح المحفزات. الناشطة جميلة عز الدين ساهمت في إقناع النساء بالاستفادة الاقتصادية من النفايات المفرزة. فالزجاج والمواد البلاستيكية والكرتونية والحديد تشكل مصدر دخل في حال فرزت بشكل مستقل وبيعت للباعة الجوالين في القرى أو لتجار متخصصين، أمّن المشروع معهم وسيلة تواصل. بعض النسوة صاحبات الدخل المحدود دخلت على الخط مباشرة أو بواسطة أبنائها. فيما دربت إحدى المعلمات طلابها على جمع النفايات الصلبة وبيعها لتأمين مدخول إضافي. أما النفايات المفرزة التي لم يتصرف بها أصحابها، فقد سلموها لشاحنة جمع النفايات التابعة للبلدية، التي باتت تحولها أخيراً إلى مكب خاص بالمشروع استحدثته البلدية بمساحة 400 متر. الجمعية وبمواصفات بيئية ستقسمه إلى قسمين: الأول لجمع النفايات الصلبة التي ستبيعها البلدية لاحقاً إلى التجار، وقسم ثان لتحويل النفايات العضوية إلى سماد زراعي.