الإنذار الأخير الذي أراد طلاب الأميركية توجيهه إلى الإدارة اليوم لم يكن على قدر توقعات أهل الجامعة من طلاب وأساتذة وطاقم إداري. رغم ذلك، فإن افتراش الطلاب الأرض أمام مبنى الكوليج هول، المبنى الأساسي للإدارة، أقلق الإدارة التي استدعت عدداً من المنظمين. أما تحركات الطلاب المتتالية فنجحت بإيصال صوتهم إلى مجلس الأمناء الذي يعقد ثانية جلساته. وقد وجّه فيليب خوري، رئيس المجلس، رسالة «يطمئن» فيها الطلاب إلى أنهم سيتباحثون في مجمل قضايا الجامعة الأميركية، وتحديداً مسألة زيادة الأقساط.
التحرك تأجّل لساعتين، من العاشرة حتى الثانية عشرة، بسبب «مشاكل تقنية» حالت دون تنفيذه في الوقت المحدد. لكن حالة الضياع كانت واضحة في صفوف الطلاب، لم يعد أحد يعرف من يقود المنتفضين. قوى طلابية عمّمت أن الاعتصام عند العاشرة، وأخرى عممت أنه عند الساعة الثانية عشرة. تغيّر التوقيت في ساعة متأخرة أمس دون أي مبرر. فمن الذي «تعمّد» تغيير الموعد؟ ومن الذي يريد ضرب انتفاضة الطلاب من الداخل؟
لم يستطع المنتفضون إغلاق الممر أمام المبنى، كما أراد عدد منهم. الموظفون مرّوا فوق الطلاب بسهولة، نتيجة الحصار «الرمزي» فقط للمبنى. فهل بدأت التدخلات السياسية تفعل فعلها، أم أن ما حدث هو فقط نتيجة نقص في الخبرة التنظيمية؟
اجتمع الطلاب للتباحث في ذلك، وأعرب العديدون عن انزعاجهم من سوء التنظيم و«الرمزية» الزائدة عن حدها، وقد اتفقوا على عقد اجتماعات دائمة للتخطيط لـ«المواجهة المقبلة».
قلق الإدارة كان واضحاً. استُدعي عدد من منظمي الحراك للطلب منهم عدم محاولة تعطيل العمل الإداري أو القيام بأي عمل تخريبي مستقبلاً، وذلك «احتراماً للجامعة وقيمها»، تحت طائلة اتخاذ إجراءات بحقهم.
امتعاض الإدارة لم يكن بسبب الطلاب فحسب، بل أيضاً بسبب نشر «الأخبار» لخبر استقالة العميد أحمد دلّال البارحة؛ فالنقاشات عن غياب الشفافية (بسبب إخفاء الخبر عنهم) وأسباب الاستقالة ومواقف دلّال الرافضة لسياسات دورمان الداخلية والفساد المتغلغل في الجامعة، استمرت على مدى اليوم. وشرحت مصادر مقربة من الإدارة لـ«الأخبار» أن دلّال الحاضر داخل اجتماعات مجلس الأمناء، سيكون أكثر جرأة، وسيقول الأمور «متل ما هيّ».
يحضر اجتماع مجلس الأمناء، إضافة إلى أعضائه، رئيس الجامعة دورمان والعميد المستقيل دلّال، وعدد من كبار الموظفين.
ومن المتوقع أن ينهي أعماله نهار الاثنين، وعلى أساس نتائجه يقرر الطلاب خطوتهم «التصعيدية» المقبلة، ويقول هنا أدهم شقير أحد المنظمين في حديث لـ«الأخبار»: «لا تلُمْنا الجامعة على أي خطوة نتخذها، إذا ما كانت نتائج الاجتماع سلبية».

يمكنم متابعة حسين مهدي عبر تويتر | @Husseinmehdy