من باب الفرفشة، يدخل خلف بن أحمد الحبتور مؤسس ورئيس مجلس إدارة «مجموعة الحبتور»، إلى الساحة اللبنانية، معلناً عن إطلاق قناة ومدينة إعلامية سيكون مقرّهما في بيروت. المحطة ستكون بعيدة عن الأخبار والمواضيع السياسية، وستركز على البرامج الترفيهية والفنية. اللافت أن رجل الاعمال الاماراتي لا يترك مناسبة إلا ويهاجم فيها المقاومة، وهو معروف بمواقفه المؤيدة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي. إذ نشرت معه مقابلة عام 2019 أجراها الصحافي اليهودي الأميركي شالومي زييانتس لمجلة «عامي ماغازين» الناطقة باسم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأميركية، داعياً الدول الخليجية إلى التطبيع علناً مع العدو وإقامة علاقات معه. أمر يطرح علامات إستفهام حول الاسباب التي دفعت الحبتور لإطلاق قناة في لبنان، خاصة أن ولادة الوسيلة الاعلامية يأتي في ظل ظروف سياسية صعبة يشهدها لبنان والمنطقة العربية على خلفية «طوفان الأقصى» والإبادة الاسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.هكذا، يستعد الحبتور للدخول إلى السوق اللبناني، وهذه المرة ليست من باب مجموعة الفنادق التي يملكها في بيروت والعالم، بل من مدخل الإعلام. فقد أعلن رجل الأعمال عن مشروعه الجديد عبر تغريدة على منصة X قائلاً «إن صمود وروح الشعب اللبناني مصدر إلهام حقيقي. نحن نهدف إلى استغلال هذه الطاقة لنشر الأمل والسعادة والإيجابية من خلال قناتنا الجديدة. التزامنا لا يقتصر فقط على إنشاء قناة، بل أيضاً على تعزيز بيئة إعلامية مزدهرة للمحترفين». وكشف الحبتور أن مجموعته «تعمل على تطوير مدينة استوديوهات في لبنان على مساحة 100 ألف متر مربع، التي ستصبح مركزاً رئيسياً لإنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، مما يعزز من جاذبية البلاد كوجهة مفضلة لصناع الأفلام الدوليين». وأوضح أنه تواصل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي وعده بتقديم الدعم لإتمام المشروع، بحسب تعبيره.
في هذا السياق، يقول وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعلام زياد مكاري في إتصال معنا «إن الحبتور لديه مشروعين إعلاميين في لبنان، الأول إطلاق محطة تلفزيونية ستبث برامج إيجابية، والمشروع الثاني بناء مدينة إعلام على غرار الدول الأخرى». ويضيف «لقد عقدت جلستي عمل مع مساعدي الحبتور، وكانتا إيجابيتين وبحثنا خلالهما سبل العمل لإطلاق المشروعين. يحاول فريق العمل حالياً الحصول على ترخيص لإطلاق الشاشة الصغيرة، وهذه الخطوة ليست صعبة وستتم معالجتها بطريقة سريعة. لقد أصرّ الحبتور على الترخيص الرسمي للعمل بحرية في لبنان وتقديم الدعم له».
وعن التفاصيل التي يملكها حول المحطة، يجيب مكاري «لقد بحثت في الخطط الاولية للمشروع، ولدى «أبو راشد» كما يلقّب، فريق عمل واسع في لبنان بدأ بوضع الخطط الاولية لإطلاق القناة. لكن لغاية اليوم لا تاريخ محدداً لها».