تبدلت وظيفة البيت المركزي لحزب الكتائب اللبنانية في الصيفي. المركز الذي كان شاهداً على أحداث أساسية في الحياة السياسية، تحول الى مراقب لخلافات وريثي آل الجميل، النائبين نديم وسامي الجميل. بات من النادر أن يمر اجتماع لمكتب الحزب السياسي من دون أن «تولع» بين ابني العم، وينقسم أعضاء المكتب بين النائبين الشابين، كأن القصة كلها «كلاسيكو» بين فريقي ريال مدريد وبرشلونة.
آخر فصول القصة جرت أحداثه قبل أسبوع، حين استعد المكتب لـ «إصدار قرار فصل لمدة اسبوعين بحق الشيخ نديم بسبب مقاطعته لجلسة مجلس النواب»، التي كانت مخصصة لمنح الثقة لحكومة الرئيس تمام سلام. وتغيب نديم عن جلسة البرلمان من دون إذن حزبي. مصادر في المكتب السياسي، معارضة لسامي الجميل، قالت لـ«الأخبار» إنه جرى «استغلال اجتماع المكتب السياسي لنبش ملفات قديمة، كمعارضة نديم لاقتراح القانون الارثوذكسي». ووصل الأمر إلى حد التلميح «بأن الحزب قادر على اتخاذ قرارات تصل الى الطرد، كما حصل مع النائبين السابقين ادمون رزق ولويس ابو شرف». وقد طرد الاثنان وقتها بسبب عدم التزامهما التصويت للرئيس حسين الحسيني في وجه كامل الأسعد عام 1984، في انتخابات رئاسة المجلس النيابي.
في جلسة
الأسبوع الماضي وجّه المكتب السياسي «إنذاراً أخيراً» الى الجميّل
في جلسة الأسبوع الماضي، وجه المكتب السياسي، بالاجماع، «إنذاراً أخيراً» الى نديم، وذلك بعد «محاكمته بسبب عدم التزامه القرار الحزبي». القصة لا تنتهي هنا. رد نائب الاشرفية «كان عنيفا»، فانزعج المجتمعون (لم يحضر النائب سامي الجيمل الاجتماع لانه كان خارج لبنان) «من فكرة أن نديم قرر الهجوم وعدم السكوت كما عادته».
وجّه «الشيخ نديم»، استنادا الى المصادر، تحية إلى إدمون رزق «الذي كان وفيا لمبادئه، معبرا عن شكره لكامل الاسعد. فهكذا يكون الوفاء لا بالطرد». وأشار خلال مداخلته إلى أن «بعضهم عندما يكون في الامر افادة يدعي أنه كتائبي، ويتنصل من حزبيته عندما يشاء»، مشبها «هذا البعض» بـ «أَكَلة الجبنة». وفي موضوع منح الثقة للحكومة، تحدث «عن معارضة أربعة نواب على الاقل للمشاركة في الحكومة، لأنهم يعرفون ماذا يريد الجمهور أكثر من أعضاء المكتب السياسي»، معقبا: «كنت أتمنى لو أن سامي قاطع الجلسة أيضا لكونه عارض البيان الوزاري».
جلسة «القلوب المليانة» دامت قرابة ساعتين، وتخطّى البحث الأمور السياسية ليصب المجتمعون انتقاداتهم على «ابن بشير»، معترضين على «احتفال مؤسسة بشير الجميل بذكرى اغتياله لا الحزب».
الرئيس الاعلى للحزب لم يكن «ممنوناً» مما يحصل. استشعر بأن «القصة ستنفجر اذا لم يضع حدا لها»، فتدخل «طارحا فكرة توجيه انذار لا كتاب فصل لأسبوعين».
ثبات نديم على مواقفه هذه المرة «سيُترجم في جولاته على المناطق والاتصال بالقاعدة الشعبية، حتى يؤسس للعمل الديمقراطي داخل الحزب، وألا يكون القرار بقبضة شخص واحد»، يقول مقربون منه. تضيف المصادر إن نديم الجميل يخوض اليوم «حرب وجود»، ولهذا السبب «لن يتراجع بعد اليوم، وسيرد على محاولة إلغائه بقساوة».

يمكنكم متابعة ليا القزي عبر تويتر | @azzilea