تتواصل الخطة الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في البقاع. وشهدت أحياء في مدينة بعلبك وبلدتا بريتال وحورتعلا وجردهما عمليات دهم وتوقيف مطلوبين. وعلى مدى الأيام الماضية، قطعت الحواجز الأمنية الثابتة والمتحركة أوصال الطريق الدولية في البقاع، والتفرعات في اتجاه قرى شرقي بعلبك وغربيها، فيما تولت وحدات من فوج المغاوير عمليات الدهم.
وعلى رغم أن عدد التوقيفات لا يزال متواضعاً، إذا ما قورن بلائحة المطلوبين الذين حددتهم الأجهزة الأمنية بـ65 مطلوباً، سجّل توقيف عدد من المطلوبين الخطرين المتورطين في عمليات خطف مقابل فدية مالية وسلب، وإطلاق نار على دوريات عسكرية. وأشار مسؤول أمني لـ«الأخبار» الى أن «الخطة تعتمد أساساً على عمليات الرصد الدقيق للمطلوبين والأماكن التي تواروا فيها منذ تاريخ الإعلان عن تنفيذ الخطة»، مؤكداً أن «الخطة لن تنتهي بمرور أيام، بل ستستمر لتوقيف غالبية المطلوبين المرتكبين لأعمال مخلة بالأمن».
شملت عمليات الدهم أحياء مدينة بعلبك، بدءاً من حي الشراونة مروراً بحي العسيرة والصلح وصولاً حتى حي عدّوس. ففي الشراونة، فرض الجيش طوقاً على مداخل الحي ونفذ عمليات دهم لعدد من منازل المطلوبين، وتمكن، بحسب مصادر أمنية، من توقيف المدعو ع. ع. المعروف بـ«علي الشعار». ووصفت المصادر الأمنية الشعار بأنه من «أخطر المطلوبين في اللائحة، والمطلوب للقضاء بعشرات مذكرات التوقيف بجرائم متعددة، منها الخطف والاعتداء على دوريات عسكرية»، أشهرها المشاركة في الاعتداء على دورية الجيش في رياق عام 2009، والتي أدت إلى استشهاد أربعة عسكريين. وشارك الشعار في الاعتداء على دورية من مفرزة بعلبك القضائية، الذي أدى إلى استشهاد المؤهل علي نصرالله في آب 2012، بحسب المصادر الأمنية.
التوقيفات لم تنته عند هذا الحد. فقد تمكنت دورية من مفرزة استقصاء البقاع من توقيف المدعو ع. ج. الذي ضبطت في حوزته بطاقة هوية مزورة باسم علاء خزعل، وقد أكد مصدر أمني آخر لـ«الأخبار» أن ج. في حقّه «12 مذكرة توقيف بجرم سلب بقوة السلاح وإطلاق نار وترهيب للمواطنين». وأوقفت المفرزة نفسها كلاً من المطلوب م. أ. ح. في بلدة تمنين، وي. ع. من بلدة الفاعور.
من جهتها، تمكنت فصيلة عرسال في وحدة الدرك الإقليمي من ضبط تسع سيارات، ست منها مسروقة وثلاث بدون قيود، وقد نقلت جميعها إلى مرأب في رأس بعلبك. والسيارات المضبوطة هي جيب تويوتا لاند كروزر لونه أحمر، وقد عثر عليه في محلة طريق الجمالة في جرود عرسال، وجيب «دودج» لونه أسود عثر عليه في محلة عقبة نوح، إضافة إلى جيب BMW X5 لونه فضي عثر عليه عند الحدود السورية في وادي نورالدين. كذلك ضبط جيب «تريل بلايزر» لونه أسود عثر عليه في وادي حميد، وثلاثة من نوع «غراند شيروكي» وبيك آب في عقبة المبيضة. وفي مخيم النازحين السوريين في بلدة عرسال في وادي المصيدة، عثر على سيارة من نوع «مازدا».
وفي حادث لم تتكشّف تفاصيله بعد، خرقت جريمة قتل الشاب عبده باظان (27 عاماً) جدار الخطة الأمنية في البقاع، إذ عثر منتصف ليل السبت ـــ الأحد على جثة لشاب في العقد الثالث من العمر مصابة بطلق ناري في الرأس، وملفوفة بكيس، ومرمية على طريق ترابية في سهل بلدة بدنايل يصل البلدة بالطريق الدولية. القوى الأمنية حضرت إلى المكان وكشفت على الجثة، حيث تبين أنها تعود للشاب باظان الذي يسكن بلدة الشحيمية في سهل بدنايل، ويعمل في إحدى محطات المحروقات. من جهته، أكد الشيخ ناصر باظان أن «مقتل عبده لم يكن نتيجة عملية سلب، خصوصاً أن مبلغاً من المال لا يزال موجوداً في جيبه».
وشدد على «عدم اتهام أحد، في انتظار ما ستظهره التحقيقات الأمنية».




عودة مخطوف لبناني من القلمون

منتصف شباط الفائت، فقدت عائلة سمير حليحل الإتصال بابنها محمود. ابن مدينة بعلبك دخل الأراضي السورية متجهاً إلى يبرود عبر عرسال لنقل مواد غذائية، انقطعت أخباره إثرها. وبعد يومين، تلقت زوجته نوال خليل اتصالاً هاتفياً من رقم سوري، يعلمها فيه المتصل بأن زوجها محمود «مخطوف من قبل مجموعة مسلحة في يبرود السورية»، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية لـ «الأخبار».
ومساء أمس، تسلم الجيش اللبناني حليحل من إحدى الجهات في جرود بلدة عرسال، ونقل في وقت لاحق إلى منزل ذويه في مدينة بعلبك .
تجدر الإشارة إلى أن محمود توجه في 18 من شباط الفائت إلى بلدة عرسال بسيارة بيك ـ آب محملة بخمسين كيساً من الطحين، «برفقة أحد الأشخاص من بلدة عرسال لإيصال الحمولة إلى يبرود عبر أحد المعابر في جرود عرسال».