لا يزال التحقيق مستمراً مع من وصف بأخطر المطلوبين في عمليات تفخيخ السيارات، المدعو محمد عبد الحميد قاسم (أبو عبده) الملقب بمراد علمدار. قاسم الذي أوقفته استخبارات الجيش في عرسال في التاسع من نيسان الجاري، سوري الجنسية من منطقة القسطل في القلمون. وتفيد المعلومات عنه بأنه أحد أركان «لواء الحق»، التابع لـ «حركة أحرار الشام» في القلمون. والأخيرة جزء من «الجبهة الإسلامية»، وهي إحدى الجماعات الرديفة لتنظيم «القاعدة» في سوريا. وقد قتل ابنه في معركة يبرود الاخيرة، فيما هرب مع مجموعة تابعة له إلى عرسال حيث مكث نحو ثلاثة أسابيع، من دون ان يكتشف أحد هويته الحقيقية. وكان وجوده سرياً في البلدة اللبنانية. حتى إنه اضطر إلى النوم عدة أيام في سيارة، إلى ان جرى تأمين منزل أقام فيه حتى أُلقي القبض عليه مع اثنين من أتباعه، ويتردد أن شقيقه أوقف معه.

مصادر أمنية شبّهت دور قاسم، بالدور الذي كان يؤديه «متعهد السيارات المفخخة»، نعيم عباس، الذي أوقفته استخبارات الجيش في 12 شباط الماضي في منطقة كورنيش المزرعة، وكان يتولى تنفيذ عمليات التفجير في الضاحية، لمصلحة جبهة «النصرة» و«داعش». فقاسم كان يتولى إعداد السيارات المفخخة في القلمون، وإرسالها إلى التنظيمات القاعدية التي تريد تفجيرها في لبنان.
وفي التحقيقات، كان قاسم، بخلاف عباس، صلباً إلى أن واجهه المحققون بأدلة ومعطيات ادت إلى اعترافه. وأفاد قاسم بأنه المسؤول اللوجستي والإداري لـ «لواء الحق»، ومهمته تنحصر في تلقي الأموال من السعودية لدعم اللواء. وأنه كان يتواصل مع شخص سوري مقيم في السعودية يلقب بـ«أبو عيسى»، و«أبو ايمن» يجمع المال ويرسله إليه. وكل مبلغ يرسله «أبو عيسى» يرفقه برسالة تحدد وجهة صرف المال، مثل: شراء سلاح، شراء سيارات، تفخيخ سيارات... وكان فراس قاسم، ابن عم محمد قاسم، يتولى شراء السيارات وتفخيخها لحساب أبو عبده، قبل إرسالها إلى لبنان.
قدّم معلومات
عن أشخاص يتواصل معهم في لبنان وخارجه وتجري ملاحقتهم

واعترف بأنه جرى تفخيخ سيارات في يبرود ورنكوس، لكنه لم يعد يعرف عنها شيئاً بعد دخولها إلى لبنان. وتجري الأجهزة الأمنية مسحاً لتحديد ما إذا كانت السيارات التي حدد مواصفاتها هي ذاتها التي جرى ضبطها في لبنان، أو ما إذا كانت هناك سيارات اخرى لم تُضبَط بعد، كما قدّم معلومات عن أشخاص يتواصل معهم في لبنان وخارجه، وتجري ملاحقتهم. وكانت استخبارات الجيش قد حصلت على تعاون من جهات معنية بملاحقة الإرهابيين، ومن مصادر بشرية أهلية أسهمت في توقيف الرجل. .
وفي السياق ذاته، تبيّن أن بعض الذين أوقفوا في معارك القلمون تحدّثوا عن تعرضهم لخيانة من بعض قادة مجموعاتهم، وان هذه الخيانة سمحت بكشف اماكن لإعداد السيارات المفخخة وإطلاق الصواريخ نحو لبنان.

ريفي بعد الحريري

على صعيد آخر، يغادر وزير العدل أشرف ريفي اليوم الى السعودية، حيث يلتقي وليَّ عهد ولي العهد مقرن بن عبد العزيز، وعددا من المسؤولين السعوديين. واللافت أن ريفي أعلن هذه الزيارة، بعد يوم واحد من إعلان الرئيس سعد الحريري لقاءه مقرن.
إلى ذلك يعقد مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم جلسة في قصر بعبدا لبحث جدول أعمال عادي.
في الشأن السياسي الداخلي، أعلن عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت عن اتصالات يجريها رئيس الكتلة فؤاد السنيورة، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري مع كافة الأفرقاء، وسيُتخَذ على ضوئها موقف واضح من كل قوى 14 اذار في موضوع رئاسة الجمهورية. وأمل «ان يكون هناك مرشح توافقي لكل 14 اذار، والمهم هو المحافظة على وحدة 14 اذار». ولفت الى انه «لا يمكن اعتبار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مرشحا من 14 اذار، والاتصالات اليوم تقوم على الاتفاق على مرشح من 14 اذار».

مخاوف من اغتيالات فلسطينية

على صعيد آخر، شيّع في مخيم عين الحلوة رئيس جمعية المشاريع في المخيم الشيخ عرسان سليمان، الذي توفي أمس متأثراً بجروح أصيب بها جراء إطلاق النار عليه الأسبوع الماضي.
وشارك مسؤولو فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى، إضافة إلى القوى الإسلامية في الجنازة، التي طافت شوارع المخيم. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن «الجنازة مرّت على خير برغم مشاركة عدد كبير من المسلحين فيها»، مشيرة إلى ان رصاصة لم تطلق في الهواء، كما جرت العادة عند كل تشييع.
من جهته، أكد مسؤول في منظمة التحرير أن «الوضع في عين الحلوة متوتر»، مشيراً إلى أن « استهداف الشيخ عرسان رسالة إلينا جميعاً، فالرجل لم يكن على خلاف مع احد»، فيما نبهت مصادر أمنية فلسطينية الى ان «الفترة المقبلة ستشهد عمليات اغتيال رداً على استهداف الشيخ عرسان، لأن القاتل معروف». وكانت جمعية المشاريع قد اصدرت بياناً طالبت فيه بسوق المجرمين إلى القضاء، محذرة «من مغبة التغاضي عن محاسبة من أراد إشعال الفتنة».
وفي أمن الجنوب، خرقت طائرة استطلاع تابعة للعدو الاسرائيلي الأجواء اللبنانية من فوق بلدة علما الشعب، ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقتي رياق وبعلبك، ثم غادرت الاجواء من فوق البلدة المذكورة.
قضائياً، أخلت محكمة التمييز العسكرية سبيل الشيخ حسن مشيمش، الذي سبق ان دانته المحكمة العسكرية الدائمة بجرم التعامل مع إسرائيل.