الحلقة ٦٣
يبكي فرحاً، يضحك لضحكاتهم، يسرقون فيدفع ثمن ما سرقوه... يتركهم عند المساء. يعودون إلى منازلهم، منازل الصفيح في الضواحي (ما يُعرَف بالـ«فافيلاّ»). يحضّرون ملابس العيد ليكونوا في العرض ملوكاً وملكات لليلة واحدة.
موسيقى هذه الأغنية برازيلية. نصها لموريس فيدَلان، وهو أحد الشعراء الأساسيين الذين كتبوا أغاني الفرنسي جيلبير بيكو الذي لحّن هذه الأغنية وأدّاها. بيكو هو من أهم رموز الأغنية الفرنسية. غنّى الحب والصداقة وثورة الطلاب في فرنسا (أيار 1968) وهموم الشباب وانحاز في بعض أعماله إلى الفقراء والضعفاء أو إلى المنحازين لهؤلاء. وضع أيضاً موسيقى لأعمال سينمائية عدة وشارك تمثيلاً في بعضها.
نقترح هذه الأغنية عشية كأس العالم. صحيح أنّ ليس لها علاقة مباشرة بالحدث العالمي، لكن علاقتها غير المباشرة بالموضوع الذي سيشغل العالم بدءاً من الليلة قوية جداً. فمهما قمعت الشرطة البرازيلية أبناء الضواحي الفقيرة. ومهما تاجرت الأندية (الأوروبية خصوصاً) بكرة القدَم وحوّلت رموز اللعبة إلى ما يشبه «الرقيق» أو «السلع» (أي توصيف أسوء؟) وتاجرت بهم بتمويلٍ من الشركات الكبرى. ومهما رشت قطر الـ«فيفا» لاستكمال دفتر شروط الانتساب إلى الدول المتطوّرة والمتقدِّمة على حساب أرواح العمّال النيباليين... ستبقى هذه اللعبة ملك صغارٍ معظمهم حفاة، وأحسنهم يملك فردة حذاء واحدة!