كشفت مصادر مطلعة أن النقاشات داخل الجسم القيادي في تيار «المستقبل» لامست حدود التوتر، بعدما ظهرت ميول لدى قيادات مناطقية الى تبرير الأعمال الإرهابية الجارية. وأوضحت أن الرئيس سعد الحريري يمارس ضغطاً على القيادات البارزة لمنع الدخول في حملة تظهر التيار وبيئته الشعبية في حالة احتضان للانتحاريين، ولكن من دون ترك الخطاب الذي يحمّل حزب الله المسؤولية عمّا يجري.
وبحسب المصادر، طلب الحريري من رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة عقد اجتماعات مكثفة وسريعة مع قيادات في التيار، ومع رجال دين وبعض المرجعيات، لإنشاء «خلية طوارئ» تهدف إلى «محاصرة الحالة التكفيرية الناشطة في أكثر من منطقة». وقالت إن القلق ازداد بقوة بعد اكتشاف خلية في بلدة القلمون القريبة من طرابلس تبين أنها تستقطب أطباءً وجامعيين، لا مجرد مراهقين.
ومع أن احتجاجات كبيرة برزت في اليومين الماضيين على توقيف «أشخاص يقول الناس إنهم خارج بيئة التطرف والارهاب»، إلا أن القلق نتج أيضاً من رفض رجال دين بارزين في الشمال إصدار أي بيان يدين العمليات الانتحارية «ضد حزب الله ومن معه».
ولاحظت المصادر أن الانتقادات التي صدرت في الأيام القليلة الماضية عن نواب من كتلة المستقبل تركزت على شخصيات من الشمال. ولفتت الى موقف الوزير أشرف ريفي المعارض لفرض تأشيرات مسبقة على رعايا الخليج، ودعوته الى فرض الامر نفسه على الآتين من إيران. وقالت إنه «موقف يهدف الى خدمة شعبيته من جهة، وهو انتقاد مبطن لوزير الداخلية نهاد المشنوق»، علماً بأن النائب معين المرعبي انتقد مباشرة ما قام به عناصر فرع المعلومات في الحمرا، مترحّماً على «أيام اللواء ريفي واللواء (الشهيد وسام) الحسن».
وقالت المصادر إن قسماً غير قليل من نواب المستقبل باتوا يشكون من الوزير المشنوق، ويعترضون على عدم تلبيته جميع طلباتهم، علماً بأن الرئيس الحريري حرص على تغطية كل خطوات المشنوق الامنية والسياسية في ما يخص الملف الامني.
وفي ما يتعلق بمواقف النائب خالد الضاهر، فقد تقاطعت معلومات أكثر من مصدر أمني وسياسي ومقربين من المستقبل على أنها «للاستهلاك الإعلامي، نتيجة المناخ القائم في منطقة عكار». ولفت أحد المتابعين الى أن الضاهر يعمد في كل مرة يستدعى فيها الى السعودية الى إطلاق مواقف تصعيدية، مشيراً الى أن مقابلته التلفزيونية الأخيرة جاءت قبل يوم واحد من سفره الى السعودية أمس.
(الأخبار)