في لبنان، تصوّر سلاف فواخرجي حالياً بعض مشاهدها في فيلم «هوى» الذي يُفترض أن يشارك في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ضمن فعاليات «مهرجان دمشق السينمائي». الشريط مقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة السورية هيفاء بيطار، وهو من إخراج واحة الراهب، وسيناريو رياض نعسان آغا (وزير الثقافة السابق)، وإنتاج «المؤسسة العامة للسينما». في حديثها مع «الأخبار»، تتحدّث النجمة السورية عن دورها في العمل، فتقول إنها تؤدي شخصية «امرأة مطلقة تعيش مع ابنها حالات وانكسارات بين العاصمة السورية وبيروت، وتقودها الظروف إلى عوالم الفساد، والهروب من مكان إلى آخر، فتتنقّل بين اللاذقية وبيروت ودمشق...».
لكن قبل الغوص في تفاصيل العمل الجديد، تبدأ سلاف حديثها بمسلسلها «الولادة من الخاصرة» الذي عرض في رمضان الماضي، وتحديداً من الشخصية التي أدّتها في العمل، وهي شخصية سماهر. تقول: «نقاط كثيرة أغرتني في دور سماهر. عندما التقيت بكاتب العمل سامر رضوان للمرة الأولى، أقنعَني بالشخصية، وأُعجبت بالنص». وتضيف: «وافقت على الدور بسرعة، ورغم أنني شخصية محورية داخل العمل، إلا أنّ مساحة الدور كانت صغيرة مقارنة بالأدوار الأخرى التي أديتُها... لكن ذلك لم يكن مشكلة بالنسبة إليّ». وماذا عن ظهورها مشوّهة الوجه؟ تقول ببساطة: «لم أهتم بالشكل الخارجي، بل ركّزت على ضرورة الوصول إلى المشاهدين». إذاً، تبدو صاحبة «أسمهان» راضية جداً عن تجاوب الجمهور مع «الولادة من الخاصرة» الذي سيعرض أيضاً في رمضان المقبل في جزءٍ جديد.
وبالعودة إلى فيلم «هوى»، تقول النجمة السورية إنها متفائلة «بانطلاق عصر صناعة السينما في سوريا، تماماً كما هي الحال في قطاع الدراما». وتؤكّد أن الواقع الذي تصوّره الدراما أو حتى السينما السورية «ينبض بالحرية وحالات إنسانية». وترفض فواخرجي الحديث عن «سقف منخفض للحرية في الفن السوري»، قائلةً: «من شاهد «بقعة ضوء» لمس حتماً هامشاً من الحرية الواضحة. وها هو «الولادة من الخاصرة» ينقل قصصاً عن الفساد داخل السلطة». وتسأل منفعلةً: «ماذا تعني كلمة نظام؟ أعرف أن نقيضها هو كلمة فوضى... هل يعلم أحد بذلك؟ لو كنت مكان الرقيب، لما وافقت على خروج «الولادة من الخاصرة» إلى الشاشة». وتعيد هنا إخبارنا بقصة مسلسلها الرمضاني الذي «يصوّر حياة ضابط فاسد في الاستخبارات السورية، يعذِّب الناس وزوجته سماهر، فتتعرّض هذه الأخيرة لأبشع أساليب التعذيب، وتفقد والدها...». وتسأل: «هل يمكن من شاهد هذا العمل أن يتساءل عن مساحة الحرية في سوريا؟». ثمّ تعبّر عن ثقتها بأن «كل العسكريين في الاستخبارات السورية يخضعون للمحاسبة، تماماً كما حوسب رؤوف في «الولادة من الخاصرة»».
ومن الكلام السياسي غير المباشر إلى الحديث المباشر والواضح: «نحن نحبّ الرئيس بشار الأسد، نعم نحبّه جداً. هناك فساد في المديريات العامة، وهناك رشى، ويلزمنا وقت لإجراء كل الإصلاحات اللازمة». وتستدرك بسرعة: «لكن ذلك لا يجعلنا نقلل من قيمة الرئيس ولا أن نقول إن هناك ثورة». هنا تنتقل من الحديث بصيغة الجمع إلى صيغة المفرد: «أنا لا أعترف بما يسمّى ثورة أصلاً». وتردف مؤكدة مرة أخرى أنها «مع النظام ضد الفوضى». لكن ألا تخشى سلاف فواخرجي حكم الجمهور عليها، وخسارتها قاعدة واسعة من محبّيها في سوريا والعالم العربي؟ تجيب بانفعال واضح: «أنا مواطنة، وعلى باقي السوريين تفهّم رأيي وتقبّله، مهما كان قاسياً. عندما أقول رأيي، فإن هذا لا يعني أنني أصادر رأي الآخرين».
وتفادياً لاتهماها بتخوين المتظاهرين السوريين، تقول إنها اعترفت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الاحتجاجات الشعبية بأن مطالب المواطنين مشروعة «لكن البعض استغل التظاهرات للقول بأن عدوى الثورات وصلت إلى سوريا. أنا لا أرضى بالفساد، لكن لا أعترف بثورة. وإن كان هناك مليون معارض في سوريا، فهناك 20 مليون مؤيّد».
وماذا عن الثورة المصرية، هل تعترف بها؟ تقول إن الوضع في مصر مختلف «ولا أريد الحديث عما جرى هناك، ولا أن أتدخّل في الشؤون المصرية الداخلية». لكنها تضيف: «أنا مع شباب الثورة المصرية، رغم بعض الاختلاف في وجهات النظر. لكنني سعيدة لأنهم تجمّعوا أخيراً أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة وأسقطوا العلم الإسرائيلي». وتختم حديثها بهجوم على الولايات المتحدة الأميركية، رافضةً أن يعلّم الأميركيون السوريين الديموقراطية، وقائلة: «لماذا لا يلتفت أحد إلى الفساد الموجود في الولايات المتحدة، وإلى القتل والجريمة والنهب والسرقات... هل هذه هي الديموقراطية التي يريدون تطبيقها هنا؟».



فلسطين أولاً

تربط سلاف فواخرجي بين «الأزمة في سوريا» والقضية الفلسطينية. وتقول إنّ هذه القضية تهمّ السوريين كثيراً، «نحن تربينا على ما يُسمّى عروبة وقومية... العرب يدخلون إلى سوريا من دون تأشيرة دخول، وهذه الخطوة لم تأتِ من فراغ»، في إشارة إلى أن النظام السوري يولي موضوع العلاقة الجيدة مع العرب أهمية خاصة. من جهة أخرى تطلب فواخرجي من الجمهور «عدم احترامي إن سمعوني أغيّر رأيي السياسي». وهو موقف كرره أكثر من نجم سوري، غامزين من قناة الفنانين المصريين الذين التحقوا بالثورة بعد تنحي حسني مبارك مثل تامر حسني وغيره.