دمشق ــ الأخبارأكدت مصادر معنية لـ«الأخبار» استهداف تجمع لقياديي «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية بقذائف عدة، ما أدى إلى إصابة قائد «جيش الإسلام» زهران علوش. وأشارت المصادر إلى سقوط عشرات القتلى، وإصابة آخرين، إثر استهداف في بلدة ميدعا، في الغوطة الشرقية. احتمالات نجاة علوش صعبة، بحسب المصادر، وسط تعتيم إعلامي في أوساط مسلحي الغوطة الشرقية.

وتحدثت مصادر مختلفة عن استهداف «الدولة» لمقرّ يتواجد فيه علوش، لكن الأنباء تضاربت حول إصابته وحجمها.
وتواصلت الاشتباكات بين تنظيمي «الدولة» و«جيش الإسلام» لليوم الرابع على التوالي، إذ يحاول مقاتلو علوش، توسيع نطاق العمليات في الغوطة الشرقية، في محاولة منهم للضغط على مقاتلي «الدولة» في جنوب دوما بهدف التراجع والابتعاد عن مسقط رأسه. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أنّه بعد تقدم مسلحي علوش في ميدعا، «حصّن مسلحو جيش الإسلام مواقعهم هناك. واتجهت مجموعة من ميدعا، ساندتها مجموعة أخرى من شرق كفر بطنا، للهجوم على بعض تجمعات مقاتلي الدولة في بلدة مرج السلطان». وجرى الهجوم من الجبهتين الشرقية والغربية لمرج السلطان، «ودارت اشتباكات عنيفة جداً بين التنظيمين، وما زالت الجثث مرمية على طرقات البلدة». وتؤكد المصادر عينها أن سير المواجهات في البلدة «يتجه نحو سيطرة جيش الإسلام عليها، بعد تمكنه من خطف عدد من مقاتلي «الدولة». أما في دوما، فيحافظ التنظيمان على وتيرة شبه ثابتة في حدة المواجهات، حيث لا تتعدى الاشتباكات حد المناوشات المتقطعة خلال ساعات الليل، وفي وقت تمكن فيه مقاتلو «الدولة» من خطف 25 مسلحاً تابعين لـ«جيش الإسلام» على أطراف دوما، بحسب مصادر ميدانية لـ«الأخبار».
سقط عشرات القتلى من «جيش الاسلام» في هجوم أمس
وأمام تطورات الميدان في الغوطة الشرقية، يؤكد أحد القادة الميدانيين في «الجيش الحر» في اتصال مع «الأخبار» أن «السيناريو المتوقع الآن، بعدما استطاع جيش الإسلام تأمين جبهة شرق دوما، هو استدعاء جيش الإسلام مقاتليه في الغوطة الشرقية للدخول إلى دوما عن طريق الشرق، ومن ثم التجهيز لمعركة كبرى ضد الدولة جنوب دوما». ويرى المصدر أنّ عدم تدخل الجيش السوري في الاشتباكات والتخفيف من ضربات سلاح الجو في دوما وجوارها يعود «لرغبة منه في استنزاف المقاتلين وتركهم يصفُّون بعضهم بعضاً، في مقابل تركيزه على جبهات ومناطق أخرى».
وفيما أغارت طائرات الجيش على مواقع للمعارضة المسلحة غرب عدرا العمالية، تمكّنت وحداته من استهداف تجمعات «حركة أجناد الشام» بثمانية صواريخ في شمالي شرق المليحة، في وقت لقي فيه 15 مسلحاً مصرعهم خلال الاشتباكات التي جرت في منشية خان الشيح جنوب ريف دمشق. ووصلت حصيلة خسائر المعارضة المسلحة في عموم الاشتباكات في الغوطة الشرقية إلى حوالى 26 قتيلاً وأكثر من سبعين جريحاً، إضافة إلى تدمير عدد كبير من مقارّها، بحسب مصادر ميدانية، وفيما أصيبت طفلة بجروح خطيرة جراء استهداف القناصات الموجودة بالقرب من محطة رحمة في دوما لإحدى الحافلات المدنية على طريق دمشق ــ حمص، سقطت قذيفة هاون في منطقة الكباس (جنوب دمشق) واقتصرت الأضرار على الماديات.

بلدة الجولاني تبايع البغدادي؟

وفي تطور جديد يظهر معاناة «جبهة النصرة» وباقي فصائل المعارضة أمام «الدولة الاسلامية»، وخاصة في دير الزور بعد «تمدّد» الأخير نحو الحدود العراقية، أعلن أمس، في فيديو مصوّر، «فصائل وأهالي مدينة الشحيل والنملية والحربجي الكفّ عن قتال الدولة ومبايعة أبي بكر البغدادي».
وتعتبر الشحيل الواقعة في ريف دير الزور الشرقي معقلاً لـ«جبهة النصرة»، والمكان الذي قيل إنّ أمير «النصرة» أبي محمد الجولاني متواجد فيه.
ويساهم سقوط الشحيل في السيطرة شبه التامة لـ«الدولة» على ريف دور الزور، ويخرج «النصرة» من منطقة طالما كانت تحت امرتها. وسارعت المواقع التابع للمعارضة و«النصرة» للاستغاثة، وتأكيد «الخذلان» و«الاختراق في صفوف المجاهدين».
في موازاة ذلك، أحبطت وحدات الجيش السوري في درعا محاولتي تسلل لمقاتلي المعارضة المسلحة، الأولى من بناء «كتاكيت» باتجاه دوار المصري في درعا البلد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مسلحين من بينهم قائد المجموعة، محمد الرشيد، والثانية من اليادودة إلى عتمان غرب درعا المحطة، حيث استهدف الجيش إحدى الأرتال العسكرية التابعة لـ«الجيش الحر»، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة مسلحين وإصابة آخرين، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وفي حمص، قال محافظ حمص طلال البرازي إن «الأهالي سيبدأون بالعودة إلى بلدة الحصن اعتباراً من الغد (اليوم)».