تواصلت الاشتباكات العنيفة في منطقة القلمون في جرود السلسلة الشرقية منذ بداية الأسبوع الجاري، بين الجيش السوري وعناصر من حزب الله من جهة، وجبهة النصرة وحلفائها في المعارضة السورية من جهة أخرى. طيلة يوم أمس شهد المثلث الذي تتقاطع فيه الأراضي اللبنانية والسورية، بين منطقة «رأس المعرة» وجرود بلدات نحلة ويونين، وجرود عرسال، اشتباكات عنيفة وغارات من الطائرات الحربية السورية.
مصادر مطلعة أوضحت لـ«الأخبار» أن الاشتباكات العنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فضلاً عن عشرات الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية السورية، ما أدى إلى مقتل عشرات المسلحين من «جبهة النصرة» في كل من محلة «وادي الهوا» و«الخشع» و«شميس الحمرا»، الواقعة بالقرب من «طلعة موسى» (أعلى قمة جبل بعد جبل الشيخ في السلسلة الشرقية). وأكدت المصادر لـ«الأخبار» تقدم الجيش السوري ومقاتلي حزب الله في جرود السلسلة الشرقية، وتحرير كل من منطقة «حقاب عيان» ومغارة «النمرود» الموجودة في تلك المنطقة، التي تعتبر من المناطق الواقعة في جرود «رأس المعرة» على الحدود اللبنانية ــ السورية، من المناطق الخطرة التي كانت تتموضع فيها المجموعات المسلحة في المعارضة السورية، بالنظر إلى طبيعتها ووعورة تضاريسها. ومن المناطق التي تمكن الجيش السوري و«حزب الله» من تحريرها أيضاً من المسلحين، منطقة في رأس المعرة السورية تتحكم في معبر «وادي الفتلة» الذي يربط بين جرود عرسال وبلدة «الجبّة» السورية، وهو أحد المعابر التي يعتمد عليها المسلحون في تحركاتهم بين الحدود. ومن المرتفعات التي تمت السيطرة عليها «قرن الصياد»، و«شعبة الحمرا»، إضافة إلى سيطرة نارية من بعيد على معبري «المسيّب» و«الحمرا» اللذين يربطان جرود بلدة فليطا بجرود بلدة عرسال.


تواصل الاشتباكات
مؤشر على عزم الجيش السوري و«حزب الله» على حسم معركة القلمون

تواصل الاشتباكات بدا مؤشراً واضحاً على عزم الجيش السوري و«حزب الله» على حسم معركة القلمون في السلسلة الشرقية على طول الحدود اللبنانية ــ السورية، وسط حالة استنفار في قرى البقاع الشمالي من قبل الجيش اللبناني لمنع تسلل مسلحين من الجرود، وقد شوهدت تعزيزات محدودة من قبل فوج المجوقل في البقاع.
أصداء الاشتباكات العنيفة لم تفارق بلدة عرسال وباقي قرى البقاع الشمالي، طيلة الأيام الماضية، في الوقت الذي نقل فيه إلى مستشفياتها عدد من جثث المسلحين، وعشرات الجرحى الذين غصّت بهم المستشفيات الميدانية في عرسال.
إلا أن عرسال كانت تعيش أيضاً على صدى أحداثها الداخلية المتسارعة والخطيرة، من إعدامات وعمليات خطف وسرقة. يوم أمس صدر بيان عن أهالي بلدة عرسال ومجلسها البلدي حذروا فيه «من مغبة ما تؤول إليه الأمور في البلدة وضمن نطاقها، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة أحداثاً متسارعة ومتكررة وخطيرة باتجاه إشعال نار الفتنة في لبنان كامتداد للحرب الدائرة في سوريا، ومنها ما طاول حدود أرضنا كبلدة وأحياناً داخل نطاقها». ورغم تأكيد أبناء بلدة عرسال تضامنهم مع «أهلنا النازحين من سوريا، واعتبارهم إخوة وأهلاً وجيراناً، فاستقبلنا حوالى 120 ألف نازح في بيوتنا وقلوبنا»، فإن البيان شدد على مسألة «استقبال النازحين إخوة فارين من الموت مدنيين، ولا نرغب بأن تتحول أرضنا الى ميدان تتغلغل فيه مجموعات مسلحة بذريعة الثورة وتشكل خطراً علينا وعلى الإخوة النازحين في عرسال، وتمارس تلك المجموعات عمليات نهب وترويع للأهالي هنا وهناك. فمن يرد الجهاد والنضال لأجل سوريا فليتوجه الى الجبهة المفتوحة في سوريا».
وأكّد البيان «موقف عرسال الداعم للجيش اللبناني والجهود التي يقوم بها لحفظ الأمن في منطقتنا وبلدتنا».