لم يعد خبر إستقالة أو عزل مسؤول في قناة "الجزيرة" القطرية يُحدث أيّ وقع ملفت في الإعلام العربي. المؤسسة الإعلامية خفّ وهجها في السنوات الأخيرة، لكن أمس شكّل تعيين الصحافي الاردني ياسر أبو هلالة مديراً لـ "الجزيرة" صدمة لدى العاملين في القناة. الإعلامي الذي كان يتولّى منصب مدير مكتب "الجزيرة" في الأردن، أقنع القائمين على الشاشة بأنه الأنسب لذلك المنصب. في الفترة الأخيرة، أجرت بعض القيادات القطرية إختبارات عدّة لعاملين في الشاشة، وكان أبو هلالة الأفور حظاً بينهم.
والصحافي معروف بولائه لجماعة الإخوان المسلمين، ولا يملّ من التغريد على تويتر لأقاويل تشدّ على أيديهم وتدعوهم للتقدّم نحو الأمام. لذلك بعد فوز عبد الفتاح السيسي برئاسة مصر، قررت "الجزيرة" تكريس خطها الاخواني، فإستقدمت أبو هلالة لأنه قادر على التركيز على أنشطة الجماعة. يملك الصحافي الأردني خبرة طويلة في تغطية الأحداث الميدانية، ولكنه خفّف من ظهوره مؤخراً. فهو غاص في الأزمة السورية كثيراً. كما أنه مطلع على الأحداث التونسية واللبنانية بشكل جيّد. وتتحدث المعلومات عن تغييرات عدّة ستطرأ على "الجزيرة" منها تعيين عبد الله بن ثامر نائب مدير القناة الوثائقية وأحمد الصقطري نائب مدير القناة الإخبارية. وفي الأيام المقبلة، سيعفى المصري ابراهيم هلال من منصبه كمدير للأخبار. وقد قرأت بعض وسائل الاعلام في تعيين أبو هلالة خطوة تسبق مشروعاً جديداً قررت "الجزيرة" الدخول فيه، فربما أرادت تعزيز مكانتها مجدداً من خلال تغييرات عدّة. وربط البعض بين استقالة الاعلاميتين ليلى الشيخلي وليلى الشايب بالتغييرات الحاصلة، مؤكّداً أن القناة تعيش مطبّات قد تؤثر على أدائها.