أصدرت لجنة الكنيست الإسرائيلي توجيهاتها إلى مراقب الدولة، يوسيف شابيرا، بفحص قرارات الحكومة والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية قبل عملية «الجرف الصامد» في قطاع غزة وخلالها، مع التشديد على الجاهزية لمواجهة خطر الأنفاق الهجومية. جاءت هذه التوجيهات خلال جلسة عاصفة كانت مغلقة أمام وسائل الإعلام والجمهور، وشارك فيها وزير الجيش موشي يعالون. وذكّر رئيس اللجنة امنون كوهين بأن الحكومة كلها والمجلس الوزاري خاصة كانا على علم جيد بخطر الأنفاق قبل الحرب بوقت طويل.
في المقابل، أبلغ شابيرا، اللجنة، بأنه كان قد شرع في فحص كيفية اتخاذ القرارات من الحكومة والجيش خلال العملية، وسينشر تقريراً خاصاً بهذا الموضوع في غضون الأشهر القليلة المقبلة، لكن كوهين طلب منه أن يضيف إلى التقرير أداء الأجهزة الأمنية والجيش وعناصر الاستخبارات والصناعات العسكرية أثناء الحرب.
يشار إلى أن الجلسة عقدت بحضور وزير الجيش من دون حضور العناصر الأساسية المركزية التي كان لها دور في الحرب. نتيجة ذلك، تقرر عقد جلسة مباحثات أخرى يشارك فيها ممثلون عن «الشاباك» والصناعات الجوية والعسكرية و«سلطة تطوير الوسائل القتالية ـ رفائيل».
وكانت لجنة الخارجية والأمن، التابعة للكنيست، قد أعلنت أنها ستبحث في أداء المستويين السياسي والأمني أثناء الحرب على غزة. كذلك قدمت «الحركة من أجل نزاهة الحكم» التماساً إلى «محكمة العدل العليا» طلبت فيه الإيعاز إلى المستشار القانوني للحكومة من أجل تبيان الأسباب التي تمنعه من فتح تحقيق شامل لكشف الجهة التي سربت تفاصيل من جلسات سرية للمجلس الوزاري خلال «الجرف الصامد». ورأت الحركة أن تجنب فتح مثل هذا التحقيق سيكون مسّاً بأسس القضاء الجنائي وثقة الجمهور بسلطات تطبيق القانون.
من جهة أخرى، لا تزال أجواء الخيبة والقلق بفعل نتائج العدوان على غزة تهيمن على مستوطنات الجنوب التي عبَّر كثيرون من سكانها عن نيتهم مغادرة المستوطنات خلال الأعياد والتوجه إلى مكان آخر خشية تجدد القصف الصاروخي.
إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي نيته الاستقالة يفاجئ مؤيدي "الليكود"
وأوضح موقع «واللا» أن سكان الجنوب لم ينتظروا سقوط صاروخ حتى يفكروا في قضاء الأعياد بعيداً عن المستوطنات الجنوبية. ولفت الموقع إلى أن تحذير مسؤول أمني قبل أيام من إمكانية تجدد القتال كان كافياً لدفعهم نحو التفكير في مغادرة المنطقة، لذلك أعرب كثيرون عن نيتهم الذهاب بعيداً عن مكان سقوط الصواريخ.
في هذا السياق، أكد رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل «لن توافق على تنقيط إطلاق الصواريخ»، مشدداً على أن هذا الأمر هو الذي دفع حركة «حماس» إلى توضيح أنها اعتقلت من يقف وراء إطلاق الصاروخ أول من أمس، وأقر نتنياهو بأن حماس «ملتزمة وقف النار»، وتابع، خلال زيارة لقاعدة سلاح الاستخبارات، قائلاً إن «المعلومات التي وفرها هذا الجهاز كانت ثروة وتشكل مدماكاً أساسياً في الضربة العسكرية التي تلقتها حماس».
ومساء أمس، فاجأ وزير الداخلية الإسرائيلي وأحد أكثر قادة حزب «الليكود» شعبية، غدعون ساعر، تجمعاً حاشداً من أعضاء حزبه، معلناً أنه سيتنحى عن الحياة السياسية لمدة محدودة. وقال ساعر: «أريد أن أعيش حياة أخرى غير الحياة العامة»، معلناً بذلك استقالته من الحكومة ومن منصبه بعد الأعياد اليهودية التي تبدأ نهاية الشهر الجاري وتنتهي في منتصف الشهر المقبل. وكان ساعر قد دعا إلى اجتماع لأعضاء «الليكود» وسط الاعتقاد بأن هذا الاجتماع سيعبر فيه عن شعبيته داخل الحزب تمهيداً لإعلان نيته المنافسة على رئاسة الحزب ضد نتنياهو.
على صعيد آخر، اجتمع رئيس السلطة، محمود عباس، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، مع زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب «العمل» ايتسحاق هرتسوغ. وجرى خلال اللقاء، أمس، بحث التوجه الفلسطيني نحو الأمم المتحدة «لإنهاء الصراع بوجود دولتين تعيشان في أمن واستقرار». ونقلت مصادر فلسطينية، عن هرتسوغ، قوله إن هناك «أغلبية في الشارع الإسرائيلي مؤيدة لحل الدولتين، رغم محاولة اليمين المتطرف التأثير في الرأي العام». وأشار إلى أن حزب العمل لديه «مهمة تأطير قوى السلام الداعمة لمبدأ حل الدولتين في مواجهة مشروع اليمين الإسرائيلي».

(الأخبار)