«خيار تصدير الغاز الإسرائيلي إلى تركيا لا يزال قائماً ومطروحاً في تل أبيب»، هذا ما أكدته صحيفة «غلوبوس» الإسرائيلية نقلاً عن الرئيس التنفيذي لمجموعة «ديليك»، آسي بيرتفيلد، الذي تملك شركته امتياز التنقيب عن النفط والغاز في إسرائيل. تأكيد بيرتفيلد جاء رداً على تصريحات صدرت أخيراً عن وزير الطاقة التركي، تانر يلدز، الذي ادعى أن «تركيا لن توقع مع إسرائيل اتفاقاً لمدّ خط أنابيب الغاز جراء التوتر السياسي في أعقاب العدوان الأخير على غزة».
ونقلت الصحيفة عن مصادر اقتصادية إسرائيلية تأكيدها أنه «إذا كانت الأسس الاقتصادية سليمة وجيدة، فإن الاتفاق سيتحقق لا محالة، وهذا ما ينطبق على الحالة التركية، وفي نهاية المطاف فإن الاتفاق سيبرم بين الجانبين».
ووفقاً للمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية السابق، الون ليئيل، فإنه «ليس هناك شك في أن إسرائيل تريد بيع الغاز، وليس هناك شك أيضاً في أن تركيا تريد هذا الغاز وهي بحاجة إليه رغم كل التصريحات الصادرة هناك، وآخرها تصريح وزير الطاقة في أنقرة». وقال ليئيل، وهو أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في الشأن التركي والعلاقات بين الجانبين، إن «إسرائيل ملزمة بتصدير ما يفيض عن حاجتها من الغاز، والتصدير ذخر استراتيجي من شأنه أن يمتّن العلاقات السياسية مع الدول».
وأضاف المدير السابق: «إسرائيل أبرمت عقوداً لتصدير الغاز إلى كل من مصر والأردن، وهاتان الاتفاقيتان مباركتان وصحيحتان، رغم أننا في منطقة غير مستقرة، فكيف بنا تجاه الاتفاق لتزويد تركيا بالغاز؟»، علماً بأن «هذا البلد هو بلد مستقر على نقيض الحالتين المصرية والأردنية».
الصحيفة كشفت في السياق أن شركات الغاز الإسرائيلية وأصحاب الحقوق عن حقل «لفيتان» (أكبر الحقول الغازية الإسرائيلية في شرق المتوسط) أجروا في شهر آذار الماضي مباحثات مع شركات تركية من ضمنها «تركاس» و«زورلو»، وأبدت هاتان الشركتان اهتماماً بارزاً بالغاز الإسرائيلي، و«الخيار المفضل لتصدير الغاز هو خط أنابيب من حقل لفيتان إلى جنوب تركيا بطول 500 كلم، لكن صعوبة هذا الخط أنه يمر عبر المياه الاقتصادية لقبرص، الأمر الذي يتطلب موافقة مسبقة من القبارصة، الأمر الذي رفضه المسؤولون في قبرص نتيجة للعلاقات المتوترة بين نيقوسيا وأنقرة»، ووفق «غلوبوس»، فإن «القبارصة يسعون أيضاً إلى التنافس مع الأتراك كبلد عبور للطاقة من آسيا إلى أوروبا».
وذكرت الصحيفة أن واردات الغاز الإسرائيلي إلى تركيا كانت مدار بحث في مؤتمر عقد في وقت سابق من الشهر الحالي في مدينة إسطنبول، وذلك تحت عنوان «تنويع مصادر الطاقة في تركيا وأوروبا»، وناقش المؤتمرون إمكانية استيراد الغاز من إسرائيل إلى تركيا، وضرورة تنويع مصادر الغاز وألّا يكتفوا بمصدر واحد أو مصادر ثابتة تقليدية، وتحديداً ما يتعلق بالغاز الإيراني والروسي. وتفيد المعطيات التي عرضت أمام المؤتمر، بأنه «يجري إنتاج ما يقارب نصف الحاجة من الطاقة الكهربائية في تركيا باستخدام الغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن ينمو الطلب ويتضاعف بسرعة في السنوات العشرين المقبلة».