وبعد يوم من اغتيال فيصل الأسود في التبانة على أيدي ملثمين، تعرضت أمس ثلاثة مراكز عسكرية تابعة للجيش في محلة التبانة وشارع سورية والبيسار - طرابلس، لإطلاق نار من قبل مسلحين، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجرح طفيف في رجله. وردّ عناصر المراكز على النار، فيما لاحقت وحدات الجيش المعتدين.
يمكن القول إن الخبر عادي. قبل نيسان الماضي، بدء تنفيذ الخطة الامنية في عاصمة الشمال، كانت أحداث مماثلة تجري بوتيرة شبه يومية. لكن توقيف قادة المحاور قبل 5 أشهر، أدى إلى تراجع الحوادث الامنية. إلا أن الأسابيع الماضية شهدت حصول عدد من الجرائم والعمليات الأمنية، تزامناً مع «غزو عرسال»، وصلت إلى ذروتها أول من امس، مع اغتيال الأسود، بعد قتل عسكري بإطلاق نار في البداوي وتفجير عبوات ناسفة بدوريات للجيش واستهداف حواجزه في طرابلس ومحيطها. وفيما توجهت الانظار إلى مجموعة شادي المولوي واسامة منصور، المقربين من «جبهة النصرة»، قال رجال دين سلفيون شماليون لـ«الأخبار» إن المجموعة المسؤولة عن تنفيذ هذه العمليات مرتبطة بتنظيم «داعش». وتقول المصادر إن استهداف المجموعة للجيش «أمر يتوافق مع ادبيات التنظيم». اما العمليات الأخرى، كاغتيال الأسود، فمتصل برغبة المجموعة في تنفيذ عمليات «استباقية» لمنع تشكّل «صحوات» في طرابلس تقاتل الإسلاميين. وبرأي المصادر، فإن اختيار الأسود لم يأت صدفة، بل بسبب إعلانه معارضته للمتشددين في طرابلس والمحيط، ولأنه كان يشكل خطراً محتملاً في المستقبل على المجموعات الإسلامية المتطرفة.
الاتراك يتقدمون و«داعش» تتحدّث عن إيجابية في المفاوضات


على صعيد آخر، تزامن تصعيد أهالي العسكريين المخطوفين أمس بقطعهم الطرقات في عدد كبير من المناطق مع تحريض نائب تيار المستقبل جمال الجراح ــ الممثل غير الرسمي لتيار المستقبل في مفاوضات الحكومة مع الارهابيين ـــ على حزب الله عبر اتهامه بطريقة غير مباشرة بقصف مكان وجود العسكريين المخطوفين، ومع حديث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن التواطؤ والخيانة في حال عدم طلب مساعدة جوية من «التحالف الدولي ضد داعش» إذا تجدد هجوم المسلحين على جرود عرسال. في غضون ذلك، كان لافتاً أمس إفتاء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بجواز مقايضة العسكريين المخطوفين بالإسلاميين الموقوفين في سجن رومية «استناداً إلى القوانين المرعية الإجراء»، مضيفاً أن «كل ما يقال غير ذلك غير صحيح على الاطلاق». بموازاة ذلك، انتقلت مفاوضات الإفراج عن العسكريين من المقلب القطري الى المقلب التركي نظراً إلى توقف المفاوضات مع الجانب القطري حالياً؛ وحصل في الساعات الماضية تواصل بين الجانب اللبناني والمفاوض التركي. وفي هذا الإطار، قالت مصادر سورية معارضة، قريبة من تنظيم «داعش» في القلمون لـ«الأخبار» إن «أجواء المفاوضات إيجابية»، رغم كشفها أن قيادياً في التنظيم قُتل قبل يومين خلال الاشتباكات الدائرة في جرود القلمون. وذكرت المصادر أن «قيادة التنظيم أرجأت عمليات الإعدام ذبحاً بناءً على وعود تلقتها من الوسطاء».
وكان أهالي المخطوفين قد قطعوا طريق طرابلس صباحاً، إضافة إلى عدد كبير من الطرقات في مناطق مختلفة، بدءاً بزحلة وضهر البيدر، وصولاً إلى معاصر الشوف وعاليه والشويفات. وفيما أُعيد فتح هذه الوجهات، بقيت طريق ضهر البيدر الدولية مقفلة بعد أن نصب الأهالي الخيم عند مفرق فالوغا.
من جهة أخرى، أوضح رئيس اتحاد بلديات شمالي بعلبك خليل البزال، إثر اللقاء الذي عقدته عائلة البزال في مركز بلدية التوفيقية، بحضور رئيس البلدية محمد البزال وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير، ان «ما ورد في المؤتمر الصحافي لزوجة المخطوف الدركي علي رامز البزال، يمثل رأيها كزوجة واقعة تحت تأثير عملية خطف زوجها ولا يمثل رأي عائلة البزال».