نفّذت طائرات «التحالف الدولي» غارات جوية عدة على مواقع «داعش» في المنطقة الشرقية والشمالية، فيما استُهدف مسلحو التنظيم في مطار الطبقة العسكري ومحيطه في ريف الرقة بتسع غارات أدت إلى مقتل أربعة أفراد من «الدولة» وخسائر مادية كبيرة في المطار.وقصفت طائرات «التحالف» إحدى المدارس التي يتخذها مقاتلو «داعش» مقراً لهم في تل أبيض قرب الرقة، فيما أدّت ثلاث غارات له على منطقة الصوامع في محافظة حلب إلى مقتل عدد من المدنيين، بحسب إفادات نشطاء محليين. وفيما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين «وحدات الحماية الكردية» ومقاتلي «داعش» على تلة رومانا القريبة من عين العرب، لفتت مصادر عسكرية إلى أن «كل الضربات التي استهدَفت مواقع تنظيم داعش في البلدة نفذها سلاح الجو في الجيش السوري، من دون أي دور لطائرات التحالف».
وفي موازاة ذلك، عزّزت تركيا، أمس، استعداداتها العسكرية على حدودها مع سوريا بعدما استهدفت أراضيها قذائف عدة، في حين تستعد الحكومة التركية لتطرح على البرلمان نصاً يتيح لها الانضمام إلى «التحالف». وتحركت أكثر من عشر دبابات وآليات مدرعة للجيش حول مركز «مرشد بينار» الحدودي المقابل لمدينة عين العرب.
وفي سياق آخر، قصف سلاح الجو السوري تجمعات لمقاتلي «الجبهة الإسلامية» و«النصرة» في مارع وعندان وحريتان في الريف الشمالي لحلب، وفي خان العسل غربي المحافظة، كذلك اندلعت اشتباكات عنيفة في حي الراشدين والمدينة القديمة، ما أدى إلى سقوط العشرات من مقاتلي المعارضة المسلحة بين قتيلٍ وجريح. في موازاة ذلك، وبعد سيطرته على الدخانية وعدرا العمالية وعدرا البلد في الغوطة الشرقية، تقدَّم الجيش السوري باسطاً سيطرته على تل الصوان، بما في ذلك المعامل والمزارع على أطراف التل. عناصر «جيش الإسلام» الذين انسحبوا من تل الصوان باتجاه بلدة دوما، أبقوا على عددٍ منهم في تل الكردي بهدف خوض معارك إشغال من شأنها تأخير تقدم الجيش المتوقع إلى بلدة دوما.
عزّزت تركيا استعداداتها العسكرية على حدودها المقابلة لمدينة عين العرب
مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن الجيش يكبِّد مقاتلي المعارضة خسائر فادحة في تل الكردي المشرف على مدينة دوما بمسافة لا تبعد عن 15 كلم. وبحسب المصدر: «سيكون تل الكردي أحد أهم منطلقات الجيش السوري في معركته ضد مسلحي دوما، التي بدأ العد العكسي لخوضها».
من جهته، يواصل «جيش الإسلام» معاركه ضد التجمعات المنشقَّة عنه في دوما. كان آخر فصولها محاولة اغتيال قائد «جيش الأمة»، أحمد طه، بعبوتين ناسفتين في سيارته، أدى انفجار إحداها إلى إصابة طه وأحد مرافقيه إصاباتٍ بالغة، فيما أكدت مصادر محلية في دوما أن أوامر صدرت من قائد «جيش الإسلام»، زهران علوش، بمركزة وجود مقاتليه في دوما واستدعاء المقاتلين الموجودين على الجبهات الأخرى، تجهيزاً للمعركة المتوقعة مع الجيش السوري في البلدة.
وبالتزامن مع تقدمه جنوب شرق جامع طيبة وشمال المقبرة في حي جوبر، واصل الجيش السوري عمليات التمشيط وإزالة السواتر الترابية وتفكيك العبوات الناسفة في أحياء عدرا البلد. ونفذ سلاح الجو غارات جوية ضد المسلحين في مزارع العب وعالية في دوما ومحيط جامع علي بن أبي طالب في عربين وقرب دوار الثانوية في حرستا، كما استهدف تحركاتهم في حي المحطة بالزبداني وغرب مقام السيدة سكينة في داريا، وزملكا.
وفي وقتٍ شهدت فيه جبهتا مورك واللطامنة عمليات كر وفر بين الجيش والمعارضة المسلحة في الريف الشمالي لحماة، تقدمت وحدات الجيش في مزارع الزلاقية في عملية نوعية أوقعت العشرات من المسلحين خلالها بين قتلى وجرحى.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش و«النصرة» و«جبهة ثوار سوريا» في الشيخ مسكين ونوى وتسيل ودير العدس واليادودة في ريف درعا، كذلك فجر انتحاريٌ من «داعش» نفسه بحاجز تابع لـ«الجيش الحر» في اليادودة، ما أدى إلى مقتل ستة من عناصر الحاجز.