من المرجح أنّ أحداً من الجمهور السوري لن يهتم بخبر انشغال النجمة التركية توبا بويوكستون المعروفة عربياً باسم لميس نسبة إلى شخصيتها الشهيرة في المسلسل التركي المدبلج «سنوات الضياع» بدورها في مسلسلها «الحب والمال الأسود». لكن من المؤكد بأن الفاتنة التركية ستعود إلى نجوميتها المعهودة في الشارع السوري ليس بسبب دوبلاج مسلسل جديد لها باللهجة الشامية، بل بعد تداول المواقع الإلكترونية أخبار مزاولتها مهامها كسفيرة نوايا حسنة في تركيا لدى منظمة اليونيسيف.
بعد أن شاركت توبا في افتتاح مدرسة مخصصة لاستقبال أطفال سوريا في منطقة كلس جنوب تركيا، وحرصت على تمضية بعض الوقت مع مع هؤلاء الأطفال اللاجئين، والتقطت صوراً تذكارية تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، عادت لميس قبل أيام لتوجه نداء إلى المجتمع الدولي يبدو مؤثراً للغاية وقد نشر على «يوتيوب» بهدف تركيز الاهتمام على حق الأطفال السوريين في التعليم، كجزء من حملة «لا لضياع جيل».

على مدار دقيقة ونصف الدقيقة، تأسر النجمة التركية مشاهدها بإطلالة ذكية ترتدي فيها كنزة سوداء ممهورة بشعار المنظمة الإنسانية بغية التماهي مع الكارثة التي تحاول التخفيف من وطأتها. تظهر مثبتة نظرها في أبعاد هذه المعاناة، وقادرة على اختراق قلب من يتابعها من خلال أدائها الرصين، وفهمها العميق للكلمات التي تنطق بها. يساعد على ذلك تضمين الشريط مشاهد حقيقية من آلام الشعب السوري ومخيمات لجوئه وخاصة الأطفال والأمهات، إضافة إلى بساطة الكلمات التي ترددها، إذ تقول: «لقد مرت أربع سنوات على بدء الصراع في سوريا، ويكاد لا يوجد طفل لم يتأثر في الحرب. أطفال قتلوا أو شوهوا، تعرضوا للاغتصاب والتعذيب، فقدوا عائلاتهم وبيوتهم، مدارسهم وأصدقاءهم. ولكن يجب ألا يفقدوا الأمل. معاً نستطيع إنقاذ هذا الجيل (..)عندما أنظر إلى طفليّ، أقول في نفسي كم نحن محظوظون، فبالكاد أتخيل ما عاشه أطفال سوريا ولكن لم يفت الأوان لمنع ضياع جيل، يمكننا توفير التعليم والحب والرعاية لهؤلاء..»



أياً كانت مواقف الحكومة التركية من الدماء السورية، ومهما عاثت السياسة فساداً بمصائر الشعوب البريئة، يبقى لنجوم الفن مكانة خاصة لدى الجمهور. وإذ سبق لتوبا أن تربعت وحيدة من بلادها على عرش النجومية المطلقة لدى الشارع العربي من خلال دور لميس، فإنها اليوم تكرس مكانتها مجدداً في قلب هذا المشاهد من خلال خيارها الإنساني الذي سبق أن لمعت فيه الحسناء الأميركة الشهيرة أنجلينا جولي.