لا يزال التمديد للمجلس النيابي محور اللقاءات والاتصالات السياسية، من لقاء الرئيسين نبيه برّي وفؤاد السنيورة، إلى السعودية التي زارها أول من أمس رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب سامي الجميّل. غير أن جعجع الذي لبّى دعوة الرياض لإقناعه بالتمديد، لم يكن يعرف لدى وصوله إلى السعودية بوجود الجميّل فيها، وبدا مخدوعاً، تماماً كما خُدع الجميّل الذي فوجئ بوجود جعجع أيضاً.
وكان لافتاً، بحسب أوساط متابعة لزيارة رئيس القوات، ومنها مسيحية في قوى 14 آذار، أن «السعودية لم تميّز جعجع في استقبالها له، وعاملته على قدم المساواة مع الجميّل رغم اختلاف المواقع والأحجام بين الرجلين». وقالت المصادر لـ«الأخبار» إنه «قد يكون للرئيس سعد لحريري دور في ذلك، بسبب موقف جعجع المتشدد من التمديد». وعلمت «الأخبار» أن جعجع لا يزال مصرّاً على عدم السير بالتمديد، فيما لفتت مصادر تيار المستقبل إلى وجود «28 نائباً مسيحياً خارج اصطفافات التيار الوطني الحرّ والقوات والكتائب، معظمهم يوافق على التمديد»، وعبّرت عن تفاؤلها بـ«إمكانية موافقة الكتائب»، علماً بأن الجميّل في السعودية التقى ولي العهد مقرن بن عبد العزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل والحريري.
ومع أن جلسة إعادة انتخاب أعضاء اللجان النيابية أمس لم تحمل جديداً ما خلا تبديلاً محدوداً في بعض اللجان، إلا أن ما دار على هامشها بدا أكثر أهمية رغم التكتّم الذي أحاط لقاء بري برئيس الحكومة تمام سلام والسنيورة ونائب رئيس المجلس فريد مكاري ومستشار الحريري نادر الحريري. وذكرت أوساط المجتمعين أن «موضوع سلسلة الرتب والرواتب نال القسط الأوفر من مداولات اللقاء، وخصوصاً مع تسلم سلسلة العسكريين، إلا أن الحاضرين تداولوا كذلك في الانتخابات النيابية والتمديد». ومساءً، سئل بري في عين التينة إذا ما أصبح التمديد قريباً، فردّ: «عندما أعيّن جلسة للمجلس، تسألونني عن التمديد. موقفي معروف ضد التمديد، لكن ليس نبيه بري مَن يفرّط بالميثاقية بعد الذي سمعته من الرئيس الحريري ومعارضته إجراء الانتخابات النيابية قبل انتخاب رئيس الجمهورية. إذا غاب مكوّن أساسي عن الانتخابات، فلن أكون مع إجرائها، وخصوصاً في ظل أجواء فتنة سنية ـ شيعية في المنطقة». وأضاف: «أنتظر أن أسمع بأذني المواقف الحقيقية للفرقاء وليس عبر الصحف. سمعت ما قاله الرئيس الحريري، وأنتظر الآخرين». وأكد أن لا جلسة لمجلس النواب هذا الأسبوع للتصويت على تمديد الولاية، وأن رئيس الحكومة مطلع الأسبوع المقبل في ألمانيا، والسبت التالي عيدا رأس السنة الهجرية وجميع القديسين، مستبعداً التئام البرلمان قبل مطلع الشهر المقبل.
في المقابل، كرّر البطريرك بشارة الراعي رفضه للتمديد. وردّاً على سؤال عن نتائج لقائه بالحريري، أشار إلى «أنني قلت له أنا لا أدخل في هذا الموضوع لأنه يشكل مخالفة للدستور ولرأي الشعب اللبناني الذي انتخب النواب لمدة معينة. (...) أنا لا أعطي رأياً في هذا الموضوع، وعلى مخالفة الدستور لا أعطي بركة».