لم يعُد الشيخ أحمد الأسير المتواري عن الأنظار وعناصره وحدهم ما يشغل بال الأمنيين في صيدا، ولا حتّى «الخلايا النائمة» التي يُحكى عنها في مخيّم عين الحلوة. ثمة جديد طرأ على المدينة. هناك من يعمل فيها بصمت، بحسب مصادر أمنية قالت لـ«الأخبار» إن «ما صادره الجيش من سلاح خلال مداهمات نفذها منذ أيام، جزء صغير منه يعود إلى الجماعة الإسلامية في صيدا»! وتساءلت هذه المصادر «لمَ لم يُستكمل التحقيق في هذا الملف من قبل القضاء العسكري الذي أفرج عن عنصر تابع للجماعة ألقي القبض عليه خلال المداهمات؟».
ونفّذت استخبارات الجيش الأسبوع الماضي مداهمات في منطقة سيروب في صيدا. وبينما كانت عناصر المخابرات تبحث عن مشتبه فيهم تمّ العثور «على ستة مشاعل ألغام في أحد المنازل المهجورة». وقالت المصادر إنه «نتيجة هذه المداهمات تمّ إلقاء القبض على المدعو غسان ز. الذي تبيّن أنه عضو في الجماعة الإسلامية». والموقوف الذي «عُثر في منزله أيضاً على بندقيتين وكميّة من الذخيرة، نفى معرفته بمشاعل الألغام». تُسقى المعلومات حول هذا الملف «بالقطّارة» لمن يريد الحصول عليها أو الاستفسار عنها. رُبما تتحاشى الأجهزة الأمنية قطع شعرة معاوية مع «الجماعة» في صيدا، أو أنها تتجّنب الدخول في «اشتباك» يمكن أن يؤدّي إلى مشكلة كبيرة . فصيدا اليوم « جمر تحت الرماد»، والتجاذبات فيها «تتحرك على وقع ما يحصل من أحداث في طرابلس وعكار». رُغم ذلك، تستغرب المصادر «عدم اكتمال التحقيق مع غسان ز. الذي كان موقوفاً، وأُفرج عنه من دون معرفة السبب. فهل هناك من ضغط سياسي لإطلاقه؟». ترفض المصادر وضع ما كُشف «في إطار إرهابي»، لكن «هناك ما يدفع إلى الاستنفار». فمن المعروف أن «الجماعة تدعم الأسير وعناصره، ولا ننسى كيف أن بعض أنصارها ساندوا قرار الأسير بقطع الطرقات ومنع دفن عنصر لحزب الله كان قد استشهد في معارك القصير». ومع أنه لا «سوابق» للجماعة في صيدا، من قبيل العثور على مخازن أسلحة تابعة لها، إلا أن المصادر تعيد التذكير «بكشف مخازن سلاح لها في شبعا منذ سنوات، تقول الجماعة إنها تستخدم ضد العدو الإسرائيلي». وأكّد المسؤول السياسي في الجماعة في الجنوب، بسام حمود، لـ»الأخبار» أن غسان ز. «عنصر في الجماعة وقد أوقف لمدّة خمسة أيام وأخلي سبيله منذ يومين». وعلّق على ما حدث بالقول إن «ما عثر عليه في منزل غسان هو قطعة سلاح، على غرار ما هو موجود في كل بيت لبناني، ولا داعي لإعطاء الموضوع أكثر من حجمه». ونفى حمود أن يكون إطلاق سراح غسان ز. قد تمّ بسبب ضغوط سياسية، مؤكداً أن «القضاء العسكري حقق معه ولم يجد دليلاً ضدّه». وأضاف «نحنا ما حدا مغطينا، ونحن تحت سقف القانون أكثر من أي طرف آخر»، مؤكداً أن «الجماعة لا علم لها بما يحكى عن أن مشاعل الألغام التي عُثر عليها خلال المداهمات الأخيرة تعود إليها، وأن أياً من الأجهزة الأمنية لم يتحدّث إلينا في الموضوع».