خطان يتبعهما الجيش اللبناني من أجل القضاء على الخلايا الإرهابية والمجموعات المسلحة في طرابلس والشمال، منذ اكتشافه خلية عاصون ــ الضنية: الأول دهم مراكز يشتبه في وجود أسلحة ومصادرتها، والثاني ملاحقتهم والقبض عليهم بالمفرق بعدما تعذر عليه ذلك بالجملة.
آخر دفعة من المسلحين الذين ألقى الجيش اللبناني القبض عليهم كانت مجموعة من خمسة أشخاص من مناصري الشيخ خالد حبلص، في بلدة بحنين ـ المنية، اثنان منهم شاركا في الاعتداء على الجيش هما توفيق ع. ومحمد ع.، إلى جانب لبناني ثالث وشخصين سوريين.
أما دهم منازل ومقار يشتبه في وجود أسلحة حربية فيها، فكان أبرزها دهم الجيش مساء يوم الجمعة الفائت منزل رئيس جمعية إقرأ بلال دقماق، حيث عثر فيه على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، في تطور أدى إلى حصول سجالات لم تنته بعد.
فبعدما قال دقماق إن الأسلحة قديمة وبالية وتعود إلى معارك قديمة في طرابلس، عاد وادّعى أنها تعود إلى الشيخ داعي الإسلام الشهال، وأنها موجودة لديه كأمانة. الشهال أكد بدوره النسخة الاخيرة من كلام دقماق، وأشار إلى أن الأسلحة التي صودرت من منزل الأخير "هي للدفاع عن النفس"، مطالباً بإعادتها.
لكن ما كان لافتاً أن لا أحد من سياسيي طرابلس ومشايخها يقف مدافعاً عن الشهال ودقماق، باستثناء وزير العدل أشرف ريفي الذي أوضح أنه "مع تطبيق القانون على دقماق، على أن يطبقه على كل اللبنانيين بالتساوي"، وذلك للعلاقة الوثيقة التي تربط ريفي بدقماق.
غير أن موقف ريفي لم يحل دون إصدار الجيش وثيقة أمنية بتوقيف دقماق، بعدما كان الجيش قد أصدر قبل ذلك وثيقة مماثلة تقضي بتوقيف الشهال الموجود حالياً في المملكة العربية السعودية.
أما في ما يتعلق بتحركات الجيش وخطواته في المرحلة المقبلة، فقد أوضح مصدر عسكري لـ"الأخبار" أنه "يكفي أن يتوقف التحريض ضد الجيش حتى يقوم بمهماته على أكمل وجه، ويستتب الوضع الأمني".
ويبدو أن ما طلبه الجيش من تخفيف التحريض عليه قد ترجم عملياً من خلال توقف إطلاق نواب ومشايخ مواقف مرتفعة السقف ضد المؤسسة العسكرية، إذ لم يسجل منذ إنهاء الجيش الوجود المسلح في عاصون وبحنين والأسواق وباب التبانة صدور أي موقف سياسي تحريضي ضده، لكن من غير أن يعرف إن كان توقف التحريض ضده بناءً على اقتناع من منتقديه، أو مجرد هدنة مؤقتة.
وردت مصادر سياسية هذه التهدئة على جبهة التحريض ضد الجيش إلى "الضوء الأخضر الذي حصل عليه الجيش داخلياً وخارجياً للقيام بعملياته العسكرية الأخيرة، وهو ما جعل بعض الأصوات التي اعتادت انتقاد الجيش على كل خطوة يقوم بها تلتزم الصمت".
لكن هذا الصمت ينتظر له أن يتوقف غداً، بعدما أعلنت هيئة العلماء المسلمين عقدها مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم الاثنين في قاعة مسجد التقوى، رفضاً لما سمّته "الممارسات المهينة والمذلة لأهالي منطقة التبانة ومدينة طرابلس، والاستخدام المفرط للسلطة والقوة بحق المدنيين".