ريف دمشق | واصل الجيش السوري، خلال اليومين الماضيين، مهاجمة المسلحين على أطراف بلدة زبدين، في عمق الغوطة الشرقية. وبعدما استطاعت وحدات عسكرية، أول من أمس، الدخول إليها مصحوبة بفرق الهندسة، شنّ مسلّحو «الجيش الحر» هجوماً معاكساً أسفر عن انسحاب الجيش إلى البساتين الواقعة على أطراف البلدة. لكن مصدراً عسكرياً أكّد لـ«الأخبار» نيّة الجيش «دخول البلدة مرّة ثانية بعد تمهيد جوّي ومدفعي واسع، بدأ اليوم (أمس)، يهدف إلى القضاء على خلايا المسلّحين التي تنفذ الكمائن ضد فرق اقتحام الجيش».
وترافقت تلك التطورات مع قيام مسلّحين من «جبهة النصرة» باغتيال القياديين في «جيش الإسلام»، أبومحمد عدس، وهو «مدير مكتب تأمين المنشقين»، وأبوالخطاب الشيفوني، وهو «معاون قائد عمليات الغوطة». ونُفذت العملية بواسطة إطلاق النار على القياديين من سيارة تابعة لـ«جبهة النصرة» شمال زبدين أثناء انسحابهما منها.
بالتوازي، قالت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» إن فرقاً خاصة من الجيش قامت بنسف مقرّ لقياديي «أجناد الشام» في جوبر وقتل من فيه. فيما نفّذ الجيش السوري، أمس، سلسلة هجمات على أطراف مدينة دوما بتغطية من الطيران الحربي والمدفعية التي واصلت قصف مواقع المسلّحين في المدينة.
وفي وادي بردى (شمالي دمشق)، أحرز الجيش تقدّماً في بلدة بسّيمة، حيث تمكّن من السيطرة على مجموعة من كتل الأبنية فيها، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة داخل البلدة وفي محيطها. وردّاً على تقدّم الجيش، هدّد مسلّحو منطقتي عين الفيجة وعين الخضرة المتاخمتين لبسّيمة بقطع مياه الفيجة عن دمشق، (التي تعدّ المصدر الرئيسي لتغذية العاصمة بمياه الشرب)، في حال استمرار عمليات الجيش في بسّيمة. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنه «سبق لمسلّحي وادي بردى أن أطلقوا مثل تلك التهديدات مرات عدّة، إلا أنّهم غير قادرين على تنفيذها». وأوضح أن «الجيش قادر على السيطرة على مجرى المياه الرئيسي القادم من عين الفيجة في حال نقل مركز عملياته في الريف الشمالي إلى مجرى المياه، ما سيكلّف المسلّحين في تلك المنطقة خسائر باهظة». ولفت المصدر إلى أن «الجيش يأخذ في الاعتبار المساعي المتعدّدة للوصول إلى تسويات في تلك المناطق، الأمر الذي يجعله يواصل تقدّمه من دون أي تسرّع».
في سياق آخر، قالت مصادر ميدانية إن تنظيم «داعش» في الحجر الأسود أعلن إنشاء «إمارة» في البلدة، وعيّن القيادي في أبوصياح فرّامة «أميراً» عليها. وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة من جانب «داعش» تأتي في سياق «إعلان الحرب على جيش الإسلام في الريف الجنوبي، إذ إن داعش كان موجوداً أصلاًً في الحجر الأسود، وأميره الجديد يُعدّ من أحد أبرز رموز الحرب على التنظيمات الأخرى».