برغم أن مصدر الخبر عن المحادثات السرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، اقتصر حتى الآن على وسيلة إعلامية إسرائيلية، فإن هذا المسار ليس جديداً على تاريخ العلاقات والمفاوضات بين الطرفين، وهو أمر متوقع في كل المحطات السابقة واللاحقة.مع ذلك، يبقى الكشف عن محطة جديدة من المحادثات السرية الإسرائيلية ـ الفلسطينية، حدثاً سياسياً وإعلامياً لكونه يؤشر على ثبات هذا الخيار، ويؤكد طابع المناورة الذي تتسم به مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، في الكثير من الحالات.

كشف موقع «واللا» العبري، عن محادثات سرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بين عامي 2010-2013، عبر مبعوثين خاصين عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، استمرت بموازاة المفاوضات التي رعاها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري.
وذكر الموقع أن المبعوث الخاص لنتنياهو، يتسحاك مولخو، أجرى اتصالات سرية في تلك المدة مع شخصية مقربة من أبو مازن، لم يُكشف عن هويته. وبحسب تقرير الموقع، أفضت هذه المحادثات إلى «مجموعة اتفاقات»، لكنه تبيّن لاحقًا أن نتنياهو وعباس «غير ملتزمين تلك الاتفاقات»، مضيفاً أن «القناة السرية في نهاية المطاف ولّدت غضباً وإحباطاً».
وعزا التقرير إخفاء هوية المسؤول الفلسطيني إلى «الحفاظ على سلامته»، وأن مولخو التقاه عام 2010 ومن بعد ذلك تواصلت اللقاءات، كما أوضح التقرير أن جلسات المحادثات أجريت في عاصمة أوروبية كل عدة أسابيع، وأن عدداً قليلاً من المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين كانوا على علم بتلك الاتصالات. وأضاف أن السفير الأميركي السابق، دينيس روس، كان له دور في تلك الاتصالات. يُشار إلى أن روس بقي مستشاراً للرئيس الأميركي، باراك أوباما لشؤون السياسة الخارجية، حتى عام 2011.
وأضاف تقرير «واللا» أن مولخو والمسؤول الفلسطيني «تباحثا حول إمكانية بلورة وثيقة تفاهمات فلسطينية - إسرائيلية تستند إلى اعتراف إسرائيل بحدود 1967 مع تبادل أراض مقابل تليين السلطة الفلسطينية موقفها من هوية إسرائيل كدولة يهودية طالما لا يمس ذلك بحقوق المواطنين العرب».
ولفت التقرير إلى أنه في 2013 وبعدما كانت الاتصالات شبه منتهية، عادت وتجددت حينما بادر كيري لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأجريت بعد ذلك بعلم كيري ومبعوثه الخاص مارتين إنديك.
وتابع التقرير أيضاً أنه في 2014 حققت اللقاءات السرية تقدماً غير أنه اتضح أن عباس يرفض المواقف التي عرضتها الشخصية الفلسطينية في المحادثات، فيما أبدى نتنياهو تحفظات على قسم منها، وفي نهاية المطاف تسببت القناة السرية بأضرار أكثر مما عادت بالفائدة.