في ظلّ حالة الترنح التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، يستخدم بنيامين نتنياهو أوراقه من أجل تحقيق هدف من اثنين، إمّا تعزيز حكومته، و/ أو، ضمان الفوز بمنصب رئاسة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة. وضمن هذا الإطار، يوجّه الرسائل التي توحي كما لو أنه يدفع نحو انتخابات مبكرة بهدف إخضاع خصومه، في حزبي «يوجد مستقبل» و"الحركة"، والتي يفترض أنه لا يريدها في هذه المرحلة. ويستعد للسيناريوهات الدراماتيكية على هذا الصعيد. وعلى خط مواز، يجري نتنياهو اتصالات مع الأحزاب الحريدية، التي يراهن من خلالها على تغيير المعادلات داخل الحكومة وضمان مستقبله كرئيس لها.
على مستوى المواقف، هاجم نتنياهو أعضاء الائتلاف الحكومي، مشيراً إلى أنه «لا يمرّ يوم بلا تهديد سياسي»، ومشدّداً على أن الحكومة «تحتاج إلى استقرار سياسي وإدارة سليمة» وهدّد أيضاً أنه "في حال عدم حصول ذلك... سنستخلص العبر» في تهديد مباشر بالذهاب نحو انتخابات مبكرة، أو تشكيل حكومة بديلة من دون ليفني ولابيد.
وامتداداً لمواقف نتنياهو، أتت تصريحات وزير الجيش موشيه يعلون، الذي أعلن، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أن «الانتخابات غير مرغوب فيها» معللاً ذلك بالقول: «إن استقرار السلطة جزء من المناعة القومية. وتوالي الانتخابات لا يشير إلى استقرار» مع ذلك، لفت يعلون إلى أنه «في حال تواصل الوضع الحالي» في إشارة إلى الأزمات المتتالية داخل الحكومة، فإنّ هذا يعني أنّ «الائتلاف الحالي غير طبيعي» وعلى ذلك «الأفضل هو الذهاب إلى انتخابات في أسرع وقت ممكن». ولم ينس يعلون مهاجمة وزير المالية يائير لابيد، متهماً إيّاه بأنه «لا ينفذ تعليمات رئيس الحكومة».
في هذه الأجواء، أعلنت الأحزاب الحريدية، المشكّلة من "شاس" و"يهدوت هتوراة"، عدم استعدادها للمشاركة في حكومة بديلة، برئاسة لابيد أو رئيس حزب "العمل" يتسحاق هرتسوغ. واعتبرت ليفني أنّ نتنياهو "يدير مفاوضات بهدف تشكيل حكومة بديلة من دون معرفة الوزراء والكتل المشاركة في الحكومة".
إلى ذلك، نقلت "هآرتس" عن مقربين من نتنياهو قوله، في اجتماعات مغلقة، أنّ «ما لا يمكن الموافقة عليه هو غياب القدرة على الحكم. لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع. وإذا اتّضح لي في الأيام القريبة أنه ليس بالإمكان التوصل إلى قواعد لعبة متفق عليها مع كتلة «يوجد مستقبل»، فسأضطر إلى تقديم الانتخابات. لست متمسكا بالكرسي".
بموازاة ذلك أظهر استطلاع للرأي نشرته "هآرتس"، أمس، تراجع شعبية نتنياهو، إذ أعرب 38% عن رضاهم من أداء نتنياهو، بينما كانت هذه النسبة 50% في نهاية العدوان على غزة. وقبل ذلك وصلت إلى 77% في بداية آب. وأعرب 35% عن رأيهم بأن نتنياهو هو الأفضل لمنصب رئاسة الحكومة، بعدما كانت هذه النسبة، في نهاية شهر آب الماضي، 42%. ورأى 47% إنّه حان الوقت لكي يتنحى نتنياهو عن ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة، فيما قال 46% إنّ عليه أن ينافس على المنصب. ومع ذلك لا يزال نتنياهو أكثر سياسي مناسب لرئاسة الحكومة.
وفي ما يتعلق بـ"قانون القومية"، اعتبر 41% أن نتنياهو يدفع بهذا القانون من أجل أن يفوز برئاسة حزب "الليكود" وكسب أصوات اليمين في الانتخابات المقبلة. في المقابل اعتبر 40% أنّ هدفه تعزيز مكانة إسرائيل كدولة يهودية.
ووفقاً للاستطلاع نفسه، في حال إجراء الانتخابات الآن، سيحصل حزب "الليكود"، على 24 مقعداً في الكنيست، بينما سيحصل حزب جديد بقيادة الوزير السابق موشيه كحلون، المنشق عن "الليكود"، على 12 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، على 11 مقعداً، وحزب "يوجد مستقبل" على 11 مقعداً، وحزب العمل على 13 مقعداً، بينما سيرتفع تمثيل حزب "البيت اليهودي" من 12 مقعداً في الكنيست الحالي، إلى 16 في الانتخابات المقبلة. وفي ما يتعلق بالأحزاب الحريدية، يفترض أن يحصل حزب "شاس" على 6 مقاعد وكتلة "يهدوت هتوراة" على 8 مقاعد، وسيحصل حزب "الحركة" برئاسة تسيبي ليفني على 4 مقاعد، وحزب "ميرتس" على 4 مقاعد، والأحزاب العربية على 9 مقاعد.