أقرّ ناقل انتحاريي الطيونة وضهر البيدر محمود أ. الملقّب بـ«محمود العطار» (مواليد ١٩٨٩) أنه عمل وسيطاً لنقل الأموال بين الزوجة السابقة لـ»أبو بكر البغدادي» الموقوفة سجى الدليمي والناطق باسم «كتائب عبدالله عزام» سراج الدين زريقات. وكانت دورية تابعة لاستخبارات الجيش أوقفت العطار قبل مدة، بالتزامن مع توقيف الدليمي، للاشتباه في انتمائه إلى مجموعة متشددة في مجدل عنجر، علماً بأن المعلومات تضاربت بين توقيفه في منزله في مجدل عنجر وبين كونه الشخص الذي أُوقف برفقة الدليمي على حاجز المدفون في الشمال، وبين الحديث عن صيد ثمين وقع في أيدي الأجهزة الأمنية بالصدفة، ومعلومات أمنية أشارت الى عملية رصد وتعقّب انتهت بتوقيفه.
وقد اعترف الموقوف، بحسب المعلومات الواردة في محضر التحقيق، بأنّ وائل البوشي (سوري الجنسية، أوقف في حزيران ٢٠١٤ وضُبطت لدى تفتيش منزله أوراق ثبوتية تخصّ سجى الدليمي)، طلب منه نقل سيدة سورية مع أولادها من برالياس إلى مجدل عنجر، ففعل وكان البوشي برفقته. وأوضح أنّه اصطحب السيدة السورية مع أولادها إلى منزل عمر ش. المقيم في مجدل عنجر، حيث أقامت لديه أربعة أشهر قبل أن يطلب البوشي أن تسكن مع أولادها لدى محمود أ. لمدة شهر ونصف الشهر قبل أن تغادر الى منزل الدركي أحمد خ. في مجدل عنجر. وأقرّ العطّار بأن عمر ش. كان يعرف هوية الدليمي، وأنه سافر إلى العراق منذ شهرين حيث التحق بـ«الدولة الإسلامية» للقتال هناك. كذلك أفاد بأن البوشي، الموقوف في سجن رومية، طلب منه تحويل مبلغ ١٠٠ دولار أميركي للسورية إيفون ز.، لكنّه لم يفعل لكونه لا يعرف مكان سكنها في بعلبك أو من تكون.
الدليمي تنقلت
بين الشمال وبر الياس ومجدل عنجر

كذلك فإنّ خ. ع. الملقب بـ«خالد رحومة»، والذي يقاتل إلى جانب المجموعات المسلّحة في الجرود، طلب منه نقل شاب سوري من مجدل عنجر إلى عرسال، ففعل مقابل ١٠٠ دولار أميركي. وكشف أنه على تواصل مباشر مع زريقات ومع محمود ياسين المعروف بـ«حجلي» والملقّب بـ«أبو دجانة»، وأنهما طلبا منه نقل شخصين من مجدل عنجر مقابل مئة دولار عن كل منهما. فنقل أحدهما إلى محلة الصياد في بيروت، مشيراً إلى أنّه رأى صورته لاحقاً على التلفاز ليتبيّن أنّه منفّذ تفجير ضهر البيدر. وأفاد بأنّه نقل الشخص الثاني إلى عرسال، ليعلم لاحقاً أنّّه هو من نفّذ تفجير الطيونة، لافتاً إلى أن الاثنين سوريان. وذكر العطّار أن «أبو دُجانة» يبلغ من العمر ٢٥ عاماً ويُقاتل ضمن مجموعة زريقات في القلمون. وأقرّ بأنه كان يذهب برفقة البوشي، شهرياً، لإيصال مبلغ قدره عشرة آلاف دولار إلى زريقات، وأن الدليمي هي التي كانت تزوّده بهذه الأموال. كذلك كشف أنّه رافق البوشي إلى طرابلس لإيصال مبلغ ثلاثين ألف دولار أميركي لمصلحة شادي المولوي قبل المعركة مع الجيش في طرابلس. وعن كيفية امتلاك الدليمي هذه الكمية من الأموال، أفاد بأنها كانت تتلقى أموالاً من خلال شخص يجهله يتردد إلى منزلها.