بعد تعمير عين الحلوة، تحوّل توقيف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي لمجموعة من أفراد حزب البعث العربي الاشتراكي في البقاع الغربي، بتهمة خطف معارض سوري وتسليمه إلى الاستخبارات السورية، إلى حملة اتهام ضد سرايا المقاومة عبر وسائل إعلام فريق 14 آذار وعدد من شخصياته. وفي اجتماع عقد أمس في دار الإفتاء في البقاع، تلا مفتي البقاع الشيخ خليل الميس بياناً باسم المجتمعين الذين تقدّمهم منسّق تيار المستقبل في البقاع الغربي أيوب قزعون، اتهم فيه سرايا المقاومة بعمليات خطف سوريين معارضين، وتسليمهم للأمن السوري.
وشكر الميس «الأجهزة الأمنية بسبب تحركها»، وطالب بأن «لا تطوى مثل هذه الملفات كي لا تتكرر مع آخرين، لأن مثل هذه الأعمال تمس بهيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية».
وفي التفاصيل، حاول فرع المعلومات مداهمة منزل هيثم حمد قبل يومين في بلدة كفرقوق في راشيا للاشتباه بدوره في خطف السوري محمد أحمد النعماني، وحصل تبادل لإطلاق النار بين قوة المداهمة وحمد، ما أدى إلى إصابته في قدمه، بعد ذلك رفض تسليم نفسه لفرع المعلومات، فتسلمته مخابرات الجيش وأحالته بدورها على الفرع. وتلا توقيف حمد مداهمة منزل مسؤول حزب البعث في البقاع الغربي ماجد منصور في بلدة غزة البقاعية، وكان متوارياً عن الأنظار، فتمّ اعتقال أشقائه الثلاثة علّام ومنصور وخالد بتهمة الاشتراك والمساعدة في عملية خطف النعماني. وأشارت مصادر أمنية إلى أنه سيتم إطلاق سراح أشقاء منصور اليوم. وبحسب المعلومات، فإن النعماني قد جرى خطفه منذ أسبوع أمام مبنى بلدية لوسيه، بالإضافة إلى خطف فايز عبدالله قبل نحو شهر عند مفرق الأزهر . كما أوقف الفرع ع. ر. من بلدة غزّة، وبعثيَيْن آخرين من بلدة السلطان يعقوب. وفي حديث لـ«الأخبار»، قالت زوجة النعماني وفاء العكلة أن زوجها «قدم إلى لبنان للمعالجة منذ سنة وثمانية أشهر نتيجة إصابته في المعارك داخل دمشق كونه ينتسب إلى الجيش الحر».
شارك النعماني في قتل عدد من ضباط الجيش السوري واعتقل في لبنان لحيازته
أوراقاً مزورة


وفي السياق، قالت مصادر أمنية، إن «النعماني يتبع حركة أحرار الشام المتحالفة مع تنظيم القاعدة، وسبق أن أوقف في سوريا لمدة سبع سنوات، وفي لبنان لعام ونصف بتهمة استعمال هويات مزورة، وهو مشتبه به في التخطيط لأعمال إرهابية». كذلك نشرت عدّة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة لـ«حركة أحرار الشام» وتنظيمات إرهابية أخرى إليه كـ«أحد الإخوة في أحرار الشام خطفه شبيحة الأسد في البقاع اللبناني».
وأشارت مصادر أمنية أخرى إلى أن النعماني، «مواليد عام 1972، قطنا ـــ ريف دمشق، دخل إلى لبنان بصورة غير شرعية خلال شهر 12 من العام 2012 عبر بلدة كفرقوق اللبنانية، ومنها إلى بلدة خربة روحا برفقة كل من: نواف حسان النعماني وفراس محمد عثمان، الذي أوقف الشهر الماضي من قبل مديرية المخابرات في خربة روحا». وتنقّل النعماني بحسب المعلومات، مستخدماً عدة هويات مزورة ومنها واحدة باسم «علي توهان الدخيل»، و«كان يدعي عمله بتجارة السيارات للتغطية على أعمال تمويل الجماعات المسلحة في سوريا وشراء السلاح والذخيرة لصالحها وتهريبها إلى سوريا»، و«شارك النعماني خلال وجوده في سوريا، وقبل هروبه إلى لبنان بقتل عدة ضباط من الجيش السوري». أوقف النعماني في أيلول 2013 من قبل الأمن العام اللبناني بجرم حيازة مستندات مزورة (عدة هويات لبنانية وسورية ) وقيادة سيارة مرسيدس 300 بأوراق مزورة في خربة روحا، وأطلق سراحه منذ حوالي الشهر تقريباً لأسباب مجهولة، وانتقل قبل خطفه للسكن في بلدة السلطان يعقوب.
من جهة ثانية، عقدت الأحزاب والقوى الوطنية اجتماعاً استثنائياً في مقر حزب الاتحاد في بلدة غزة على خلفية المداهمات التي نفذها فرع المعلومات في المنطقة، وأصدر المجتمعون بياناً اعتراضاً على «أسلوب العصابات والممارسة الهمجية التي أقدم عليها فرع المعلومات خلال مداهمته لكل من منزلي ماجد منصور في غزة وهيثم حمد في كفرقوق». وأشار البيان إلى أن «الجهاز رسمي يفترض أنه يعمل تحت سقف القوانين المرعية الإجراء، ويحافظ على أبسط القواعد الإنسانية لجهة احترام حرمة البيوت وعدم التعرض للنساء والأطفال بالضرب والاعتداء بصورة وحشية، وإفراغ الرصاص على نوافذ والأبواب دون مراعاة كرامات الناس وحياتهم». وأكد المجتمعون دعمهم «للجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب ورعاته والتكفيريين وفكرهم الظلامي»، مطالبين بـ «وضع حد لهذه التصرفات الميلشياوية الانتقامية»
مصادر عائلة منصور، أكّدت لـ«الأخبار» أن «عناصر الفرع اقتحموا المنزل وبحثوا عن عزّام، ولمّا لم يجدوه بدأوا بتكسير الزجاج في البيت، وكمموا ابن عزّام البالغ من العمر 13 عاماً عبر وضع كنزته فوق رأسه، واعتدوا بالضرب على ابنة أخيه وهي مغتربة تعيش في فنزويلا وجاءت في زيارة إلى لبنان، ولدى رحيلهم كسروا زجاج السيارة بقصد الأذية لا غير».