أكّدت مصادر أمنية لـ «الأخبار» أن تعامل الجيش مع المجموعات الارهابية المسلحة وتحركاتها «سيكون أكثر حزماً، وسيجري استهداف أي تحركات مشبوهة منعاً لاستهداف أي مواقع أو نقاط للجيش في جرود المنطقة، بدءاً من عرسال وصولاً حتى جرود القاع مروراً برأس بعلبك».
وقد سيطر هدوء حذر على جرود رأس بعلبك، في اليومين الماضيين، بعدما شهدت المنطقة معركة وصفتها المصادر الأمنية بأنها «الأعنف» التي يخوضها الجيش مع المجموعات الإرهابية. الهدوء في جرود رأس بعلبك، قابله توتر، وقصف من الجيش لجرود وادي حميد ــــ مدينة الملاهي في عرسال، بعدما رصدت إحدى نقاط الجيش عند أطراف البلدة تحركات لمجموعات مسلحة، وجرافة تابعة لهم تعمل على فتح طرقات في جرد عرسال. وجرى استهداف أفراد المجموعة وتدمير آليتهم والجرافة ومقتل من فيها، بحسب المصادر.
وواصلت الوحدات العسكرية من فوج المجوقل والحدود البرية الثاني تمشيط المنطقة المحيطة بتلة «الحمرا» التي شهدت الإشتباكات الجمعة، وأعادت وحدات الهندسة تدشيم الموقع الذي تعرّض للهجوم. وأفادت المعلومات أن المجموعات المهاجمة حاولت سحب جثامين شهداء الجيش، إلا أن «غزارة نيران الجيش وقصف الخطوط الخلفية للمسلحين حال دون ذلك».
وقد تمكن الجيش أول من أمس من سحب جثث ثلاثة من شهدائه، هم الجندي الشهيد أحمد يحيى دني (مواليد 1988، سعدنايل ــــ قضاء زحلة)، الجندي الشهيد حسن علي وهبه (1991، نبحا ــــ قضاء بعلبك)، المجند الشهيد مجتبى عماد أمهز (مواليد 1993، مقنة - قضاء بعلبك)، كما سحبت وحدات الجيش جثث خمسة مقاتلين من الارهابيين، بينها واحدة لغياث جمعة الملقب بـ»أبو الوليد»، وهو قائد لواء «وأعدّوا»، الذي تشير المعلومات إلى أنه «بايع «داعش».
وشيعت بلدة سعدنايل (اسامة القادري)، أمس، الشهيد دني في موكب حاشد شارك فيه الالاف من اهالي بلدات البقاع الاوسط والغربي، تقدمهم ممثل وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد قهوجي العقيد الركن ابراهيم ترو، الذي أكّد «قدرة الجيش على محو ظاهرة الارهاب من خريطتنا الوطنية مهما كلفنا ذلك من دماء وتضحيات»، فيما رأى رئيس بلدية سعدنايل خليل الشحيمي ان «دم الشهيد سيكون لعنة تطارد قاتليه، ومن كان السبب في موته وموت الكثيرين من أبنائنا في مؤسستنا العسكرية.» وقال امام البلدة بلال الشحيمي ان شهادة دني «هي الطريق لحماية لبنان كما هي الطريق الى القدس ايضاً».
كذلك شيّع الشهيد وهبه في بلدته نبحا والشهيد أمهز في بيروت. وشيع الشهداء الخمسة الذي نعاهم الجيش الجمعة الماضي، كل في بلدته.