لم يكُن «يسوع الملك» في ذوق مُصبح زّلة النائب خالد الضاهر الوحيدة. غالباً ما أحرج النائب «المتنبي» كتلته مخالفاً تعليمات رئيسها، ومؤكداً أنه يقول في العلن ما يقوله أعضاؤها في السر. في زمن الاحتقان، غالباً ما كانت عبارة «النائب ضاهر يعبّر عن رأيه لا عن رأي الكتلة» منفذاً لعدم تحميل الكتلة الزرقاء تبعات «نتعاته» الشعبوية الكثيرة، الى أن «بلغ السيل الزبى»! فـ «النتعة» الأخيرة أثارت الحلفاء قبل الخصوم، و»سلاطة» لسانه طاولت أحد أبرز رموز المستقبل، وزير الداخلية نهاد المشنوق، مهدداً إياه باتخاذ «موقف كبير جدّاً» إذا ثبت أن الوزير وراء مطلب إنزال الرايات الاسلامية ومجسم لفظ الجلالة من ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس.
بحسب نائب في تيار المستقبل، «الموضوع ليس شخصياً بين الزميلين، ولكن كلّو بيجرّ بعضو»، لافتاً إلى المشنوق لم يكن ليسكت على «تمادي» ضاهر «إلا لعلمه بأن قرار محاسبته اتخذ». فبعد الهمروجة التي أثارها كلام ضاهر، ساد ارتباك داخل الكتلة، وتحت ضغط الاتصالات التي نزلت على المسؤولين المستقبليين «استدعى الرئيس فؤاد السنيورة بطلب من الرئيس سعد الحريري ضاهر إلى مكتبه وقال له إن الكتلة والتيار لم يعودا قادرين على تحمّل سقف خطابه، وإن هناك قراراً بتعليق عضويته أصدره الرئيس الحريري شخصياً»، لكن ضاهر استبق الأمر وأعلن «تعليق» عضويته تفادياً لاحراج الكتلة بعدما «أصبحنا في نظر البعض نعتدي على الآخرين، فيما نحن من اعتدي على رمزه الديني».
وكانت كتلة المستقبل قد عقدت أمس اجتماعاً بحث في تعليق العضوية. ولفتت مصادر الكتلة أن أياً من الأعضاء لم يعترض على القرار، لكن النقاش دار حول الصيغة التي سيخرج بها البيان، قبل أن تستقر على «تعليق العضوية»، وفيما أشار بيان بعد الاجتماع الى أن «ضاهر هو من اتخذ الخطوة والكتلة وافقت عليها»، أكدت مصادر مستقبلية أنه «جرى الاتفاق على هذا الإخراج بعدما أكّد المجتمعون أن الاتجاه الذي يسير به تيار المستقبل، لا يحتمل وجود شخص كخالد ضاهر في كتلته النيابية». وقالت المصادر إن بعض صقور الكتلة نبّهوا من تداعيات القرار في الشارع السنّي، وهو ما ردّ عليه أعضاء آخرون بأنه «لا يُمكن السير وراء الشارع في كل الأمور، وإلا لما كنّا قد اتخذنا قراراً بمحاورة حزب الله».