القاهرة | كان ممكناً أن ينحصر الجدل حول تكريم المنتج محمد السبكي داخل أسوار مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّ انتفاضة غاضبة من الممثل محمد صبحي أكّدت أن التكريم لم يكن سوى «شغل سيما». «شغل سيما» عبارة يقولها المصريون على موقف يتّضح لاحقاً أنه «مزيّف» ومليء بالتفاصيل الخادعة. وصف ينطبق على التكريم المثير للجدل للسبكي، الذي اتضح لاحقاً أنه لم يُكرَّم أصلاً.
بدأت القصة بانتشار صور حفلة أقامها نادي «نيل الليونز»، الذي يضمّ بين أعضائه الممثل سمير صبري، والسهرة استهدفت أولاً تكريم محمد صبحي لدوره في حملة القضاء على العشوائيات. وفي المستوى الثاني تكريم أبطال فيلمي «ريجاتا» (تأليف معتز فتيحة وإخراج محمد سامي) و«أسوار القمر» (إخراج طارق العريان، تأليف محمد حفظي) لأن الفيلمين يتناولان العشوائيات. ولأنّ هذا النوع من الحفلات يفضّل تعدّد الوجوه الشهيرة فيه، كي تهتمّ به الصحافة أكثر، غير أن الصحافة والجمهور نسيا الحفلة والمكرّمين، وركّزا على أنّ من بينهم المنتج محمد السبكي. ومن المعروف أن السبكي موقوف عن الإنتاج لمدّة عام بقرار من غرفة «صناعة السينما» بسبب الهجوم الذي شنّه على المنتج الراحل محمد حسن رمزي (الأخبار 5/2/2015). والتفسير الذي انتشر مع صورة تكريم السبكي أن النادي عدّه من منتجي الأفلام الهادفة. وبما أن النادي كرّم أبطال «ريجاتا»، وهو من إنتاج السبكي، صدّق الجميع الخدعة، وعلّق عليها ما بين استياء واسع وقبول محدود. غير أن انتفاضة غضب من صبحي قلبت طاولة التكريم. فقد أكّد صبحي أنه لم يتسلّم التكريم الخاص به ورحل مبكراً، ولم يعرف أن السبكي كان ضمن اللائحة، ولو عرف لرفض أن يكون تكريمه متزامناً مع تكريم منتج «ساهم في تدمير الذوق العام»، ولَردّ التكريم وتنازل عنه. وشن صبحي حملة على النادي وعلى سمير صبري، ليضطر الأخير إلى الخروج عن صمته وكشف حقيقة لم يتصوّرها الجميع، هو أن السبكي لم يكن مكرّماً بالفعل، بل لم يكن مدعواً إلى الحفلة من الأساس. وتوقّع أن يكون الممثل عمرو سعد بطل فيلم «ريجاتا» هو من أخبره عن مكان الحفل، فجاء السبكي متأخّراً، وجلس في المقاعد الأخيرة. وعندما حان تكريم رانيا يوسف باعتبارها من أبطال الفيلم، ونظراً إلى غيابها، طلب السبكي تسلّم التكريم بدلاً منها. وعلى الفور، التقط المصوّرون المشهد، لكن ما يدلّ على وجود تلاعب أنه برغم إعلان اسم صاحبة شهادة التكريم، وصل الخبر إلى بعض المواقع باعتباره تكريماً للسبكي. هذه الأزمة تطرح العديد من الأسئلة، أولها عن إصرار صبحي على الحُكم أخلاقياً على زملائه في الوسط الفنيّ، ما اضطر السبكي إلى نشر صورة من مشهد جريء قديم لصبحي مع الراقصة هياتم. فلماذا كرّم نادي «لوينز» أبطال فيلم واعتذر عن تكريم منتجه؟ والأهم لماذا اصطنع السبكي الموقف برمّته وحصل على تكريم ليس من حقه؟