على عكس جلسة مجلس الوزراء الهادئة التي عقدت صباح أمس، لم يمر قرار الحكومة بتعيين مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية في طرابلس مرور الكرام، في أوساط قوى 14 آذار «المسيحية»، إذ أثار الخبر بلبلة لدى حلفاء تيار المستقبل، بسبب «تقاسم تيار المستقبل مع قوى 8 آذار توزيع أعضاء المجلس باختياره رئيسة المجلس ريا الحسن والتوافق على أعضاء المجلس المعروفة اتجاهاتهم السياسية».
وأشارت مصادر في 14 آذار لـ«الأخبار» إلى أن «المستقبل لم يتشاور مع حلفائه في أسماء أعضاء المجلس، ولا سيما المسيحيين منهم»، لافتة إلى أن «اختيار العضو الماروني (الوزير السابق جهاد أزعور) جاء أيضاً من حصة تيار المستقبل، لكونه مقرّباً من الرئيس فؤاد السنيورة».
وكان مجلس الوزراء قد أقرّ أمس الموافقة على تأليف مجلس إدارة الهيئة الاقتصادية في طرابلس، من الحسن رئيسة لمجلس الإدارة ومديرة عامة، وأزعور، وسيم منصوري، أنطوان حبيب، رمزي أمين الحافظ، أنطوان رفلة دياب وعشير بسام الداية أعضاءً.

سرمدي في بيروت

في سياق آخر، وصل موفد الرئيس الإيراني مرتضى سرمدي إلى بيروت أمس، في جولة على المرجعيات الرسمية اللبنانية، لوضعها في أجواء الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية. وكرّر سرمدي دعوته إلى وقف العمليات العسكرية على اليمن بعد لقائه رئيس الحكومة تمام ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، يرافقه السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي ووفد مرافق.

لم يستشر المستقبل حلفاءه في تعيين مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية في طرابلس

وقال بعد لقائه سلام إنه «ينبغي على كلّ الدول الغيورة على المصلحة الإقليمية أن تتكاتف للخروج من الأزمات»، مضيفاً أنه «يجب توقف العمليات العسكرية وإيجاد آلية للحوار بين أطياف الشعب اليمني، ولا يمكن أن يدار اليمن من فئة واحدة». وأمل أن «يكون الحوار هو الخطوة الملائمة لانتخاب رئيس في لبنان».
وذكرت مصادر مرافقة للوفد أن «زيارة الرئيس نبيه برّي كانت إيجابية للغاية، وهو ثمّن الدعوات الإيرانية إلى إيجاد حلّ سياسي في اليمن، وهو يتشارك مع إيران موقفها بأن الأزمات الإقليمية لا تحّل إلّا بالحوار». وقال سرمدي من عين التينة: «تحدثنا عن كيفية معالجة الأزمة اليمنية، ولا بد أن تكون هذه المعالجة قائمة على وقف الهجمات العسكرية وتشجيع الفرقاء اليمنيين على البدء بالحوار، لأننا نعتقد أنه لا بد أن تتم مشاركة من كافة التيارات السياسية في اليمن لتجتمع في مكان محايد وتبحث في الوصول إلى حكومة شاملة».
وبعد لقائه باسيل، تمنى سرمدي «أن نشهد في المرحلة المقبلة مخرجاً مناسباً للفراغ الرئاسي في للبنان، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تلتزم موقفها المبدئي والثابت عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولكنها تشد على أيادي اللبنانيين من أجل الوصول إلى هذا المخرج المناسب». وحول الهبة الإيرانية للجيش اللبناني، قال: «إذا كان الجانب اللبناني يعتقد أنه صار في إمكانه أن يتلقى الهبة العسكرية الإيرانية إلى الجيش اللبناني الباسل، فإننا على أتم الاستعداد لتقديم هذه المساعدة على طبق من ذهب». وذكرت مصادر الوفد «اننا سمعنا كلاماً عن أنه بعد رفع العقوبات عن إيران لن يكون هناك أي مشكلة في مسألة قبول الهبة».
وفي سياق آخر، أكد بري، خلال لقاء الأربعاء النيابي، أن «الحوار بين حزب الله والمستقبل مستمر ولن يتأثر بالتجاذبات الأخيرة». ونقل زوار رئيس المجلس أنه «في صدد دعوة هيئة مكتب المجلس لاجتماع بعد الأعياد لحسم جدول أعمال الجلسة التشريعية التي يعتزم الدعوة إليها لاحقاً».