طرق المقدّم باب قضية مُغلقة قبل 17 سنة، وهي مسألة عائلية حسّاسة وخطيرة، نتيجة خوف الأم المبالغ فيه على أولادها الثلاثة (شابان وفتاة) أغلقت الباب عليهم لسنوات. عاشت العائلة في بيت منعزلة عن الآخرين، حتى أن أجدادهم لا يعرفون عنهم شيئاً. تصرّف الوالدة جاء نتيجة خوفها من فقدان أولادها، بعدما عانت صعوبات عدّة في الإنجاب، واقتنعت أنّ أحداهن فعلت لها سحراً، فقررت إغلاق الباب على الجميع. العزلة انعكست سلباً على نطق الاولاد وطريقة تعاملهم مع الآخرين. لفتة جميلة من مالك الذي أخرج هؤلاء إلى الضوء، في زمن اختفاء البرامج الإجتماعية العميقة. أحسن صنّاع «مش خيال» (رئيس تحرير البرنامج جورج موسى) تقديم الحلقة جيداً، خصوصاً أنهم لم يكشفوا عن وجه الفتاة التي تبلغ 14 عاماً. خطف مالك المشاهد إلى موجة أخرى من البرامج، وهو ما يسعى إلى تحقيقه مؤخراً في حلقاته برنامجه. لمست «مش خيال» بعمق كل المعاني الانسانية، وبرهنت على أن الأعمال التلفزيونية الناجحة لا تحتاج إلى سكوب على حساب آخرين، بل تأتي نتيجة إختيارات صائبة.