كان لافتاً أمس قيام الرئيس فؤاد السنيورة بزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عشية مغادرة الأخير إلى أرمينيا، ومن ثم إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وتردّدت معلومات عن أن «السنيورة شدّد على ضرورة الذهاب السريع نحو إجراء انتخابات رئاسية والتوافق على شخصية سياسية من خارج الاصطفاف الحالي بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع»، مقترحاً «النائب السابق جان عبيد كرئيس توافقي».
علماً بأن السنيورة أكد بعد اللقاء أن الأسماء الموجودة، أي عون وجعجع، لم يكن لهما حظ في النجاح منذ الجلسة الأولى للانتخاب.
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن لبنان، ممثلاً بقائد الجيش العماد جان قهوجي، سيشارك في الاجتماع الذي دعا إليه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الأربعاء في القاهرة، لرؤساء أركان القوات المسلحة في الدول العربية لتنفيذ قرار قمة شرم الشيخ الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة. وقد تبلّغ لبنان الدعوة رسمياً عبر وزير الدفاع سمير مقبل، الذي بلّغها إلى رئيس الحكومة تمّام سلام. ويتوقّع أن يتجنّب سلام طرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد اليوم لاستكمال دراسة مشروع الموازنة، تجنّباً لأي خلافات. إلا أن مصادر مطّلعة قالت لـ«الأخبار»، إن «وزراء حزب الله قد يثيرون هذا الموضوع ويبدون معارضتهم لهذه الخطوة».

مساعدات الهبة السعودية لم ترقَ إلى حجم الحملة الإعلامية


وفيما تصبّ المملكة العربية السعودي حمم نيرانها على مدن اليمن، لم ترق المساعدات العسكرية الفرنسية التي وصلت إلى القاعدة الجوّية في مطار بيروت بموجب الهبة السعودية إلى حجم الحملة الإعلامية التي سوّقت لها المملكة ومن يدور في فلكها. إذ بلغ مجموع الدفعة الأولى من المساعدات 48 صاروخ ميلان المضاد للدروع، التي زوّدت بها الجماعات المسلحّة في سوريا منذ سنوات. كذلك لم تأتِ المساعدات على قدر الاستعجال الذي يحتاجه لبنان في ظل المخاطر التي تتهدّده من الجماعات الإرهابية. وقد أشرف وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصَل الى بيروت أول من أمس على تسليمها.
وكان قد وُقع السبت الماضي في اليرزة البروتوكول التقني الإضافي المتعلّق باتّفاقية الهبة، بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي، بين عدد من كبار ضبّاط القيادة عن الجانب اللبناني، ووفدٍ من شركة «أوداس» الفرنسية. وأشار لودريان في مؤتمر صحافي مشترك مع مقبل إلى أن «الدفعة الثانية ستصل خلال شهر والدفعات ستستمر خلال 48 شهراً». وأوضح أن «المشروع سيتضمن تسليم عشرات المدرعات ومدفعية حربية حديثة»، وأن «بلاده ستنشر 60 ضابطاً فرنسياً في لبنان لتدريب الجيش». وشكر مقبل المملكة على «الهبة القيمة»، وشكر «الولايات المتحدة التي كانت في طليعة الدول التي أسهمت في تعزيز قدرات الجيش اللبناني وتسليحه».
من جهة أخرى، عقدت هيئة مكتب مجلس النواب جلسة جديدة بعد تأجيلها مرّات عدّة بسبب خلافات في وجهات النظر بين ممثلي الكتل حول مبدأ تشريع الضرورة، حول تحديد البنود التي ستطرح في الجلسة التشريعية المزمع عقدها. وبحسب مصادر نيابية، أصرّ نواب 14 آذار على تحديد مبدأ تشريع الضرورة وعدم التعايش مع حالة الشغور الرئاسي. وقد سبقت الجلسة اتصالات ومشاورات أكدت ضرورة عقد جلسة لإقرار الموازنة العامة بعد بتّها في مجلس الوزراء. وأشارت المصادر إلى اتفاق على جدول أعمال يتضمن البنود التالية: الموازنة، قانون سلامة الغذاء، اتفاقيات لقروض خارجية، تشريع الإفادات التي صدرت عن وزارة التربية للشهادات الرسمية، ومشروع قانون لتأمين أبنية للجيش اللبناني.
في سياق آخر، أدان حزب الله الجريمة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا، والتي «راح ضحيتها العشرات من المواطنين الإثيوبيين الأبرياء»، مقدماً التعازي الى أهالي الضحايا. ورأى في بيان أن «هذه الجريمة استكمال لمسلسل تشويه صورة الإسلام والمسلمين »، مؤكداً أن «الفكر الإجرامي الداعشي أحد أكبر الأخطار التي تدهم أمتنا وتنعكس بشكل سلبي على حاضرها ومستقبلها».