لليوم الثاني على التوالي، استمرت المناوشات بين مقاتلي حزب الله والجيش السوري من جهة، ومسلحي «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» وفصائل معارضة أخرى في جرود القلمون. وفي ما بدا رداً على هجوم فاشل شنّته «النصرة» أول من أمس على مواقع للحزب في جرود عسال الورد والجبة، تسلّلت مجموعات من حزب الله في اتجاه مواقع المسلحين في جرود بلدة الطفيل اللبنانية، في مقابل بلدة حصينة السورية ونفذت كمائن متقدمة، فدمّرت عدداً من الآليات وأوقعت أكثر من 20 من مسلحي «النصرة» بين قتيل وجريح.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن «مقاتلي الحزب تمكّنوا من السيطرة على بقعة يقدّر طولها بـ700 متر طولاً و3 كيلومترات عرضاً»، بالتزامن مع استمرار المواجهات حتى ساعات بعد الظهر في منطقة الخشع في الجرود. كذلك تمكّن الجيش السوري من السيطرة على تلّة النحلة في جرود بريتال. وأكدت المصادر أنه «ليس هناك من جديد في هذه الاشتباكات التي تحصل دائماً في هذه المنطقة سوى شدّتها»، مشيرةً إلى أن «معركة القلمون لم تبدأ بعد».
ازدياد وتيرة المناوشات على السلسلة الشرقية تزامن مع الضغط الإعلامي الذي تشنّه «النصرة» وإعلام فريق المعارضة السورية و14 آذار، عبر تظهير أزمة العسكريين المختطفين لدى الجماعات الإرهابية، وتحميل حزب الله مسؤولية عرقلة المفاوضات. وبدا لافتاً، أمس، تزامن بثّ «النصرة» لفيديو يحمّل فيه العسكريون حزب الله المسؤولية عن تعرّض حياة العسكريين للخطر، في حال بدء معركة القلمون، مع كلام الرئيس سعد الحريري الذي صبّ في الاتجاه نفسه. وسأل الحريري: «أي جهة يمكن أن تضمن سلامة العسكريين المخطوفين لدى النصرة وداعش في حال مشاركة جهة لبنانية في المعركة؟ وما هي ارتدادات المشاركة اللبنانية في المعركة على القرى الحدودية اللبنانية؟ وكيف يمكن للدولة وقواها الشرعية أن تتصرف في حال تعرضت مناطق لبنانية لهجمات عسكرية وقصف مضاد؟»، في تماهٍ تام مع الكلام الذي تعمّدت «النصرة» إيصاله جراء بثّ فيديو العسكريين.

20 قتيلاً وجريحاً
من «النصرة» في الطفيل

كذلك لفت وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن «الخطر الحقيقي في موضوع القلمون أنّ أي عمل عسكري لغير الجيش اللبناني سيؤثر سلباً على موضوع العسكريين».
وليل أمس، قام قائد الجيش العماد جان قهوجي بزيارة مفاجئة للمشنوق، استمرت لأكثر من ساعة ونصف، وتم التداول خلالها في موضوع معركة القلمون والتطورات الأخيرة، ومن المتوقّع أن يلتقي المشنوق اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، للاطلاع على آخر التطورات في ملف العسكريين.
وعلمت «الأخبار» أن «أجواء الجيش تؤكّد جاهزيته للدفاع عن الأراضي اللبنانية والمواقع التي يسيطر عليها، في حال تطوّرت الأمور على الحدود الشرقية، علماً بأن المعركة لم تبدأ بعد». غير أن مصادر المستقبل أشارت إلى أن «هناك تخوّفاً من هجوم للجماعات الإرهابية على الجيش، وتحرّك بعض المناطق اعتراضاً على المعارك في القلمون، خصوصاً في الشمال». ولذلك سيلتقي المشنوق وفداً من مشايخ طرابلس في اليومين المقبلين. وأكّدت المصادر أن «خلفية تصريح الحريري هي عدم قبول التيار بحصول معركة يمكن أن يكون لها تداعيات كارثية على البلد، أي على الجيش وعلى قرى حدودية لبنانية (مسيحية وشيعية)». ولفتت الى أن «وفد المستقبل عرض هذا الموقف في جلسة الحوار الأخيرة، لكن لم يكن لدى وفد الحزب ردّ واضح».
وليلاً، ردّ الحريري على كلام الأمين العام لحزب الله، معتبراً أن «نصرالله مسؤول عن الخدمات الإيرانية الأمنية والسياسية في اليمن، ومصلحة لبنان بند أخير في اهتماماته، بعد مصالح إيران في اليمن والعراق وسوريا».