في وقتٍ ازدادت فيه الترجيحات والتحليلات بشأن مضامين المحادثات الجارية في سلطنة عُمان، ولا سيما في ظلّ ترويج وسائل إعلام قريبة من الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي لموافقة «أنصار الله» على تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي ينصّ على الانسحاب من مؤسسات الدولة، نفت الحركة مؤكدة أن كل ما يروّج له اليوم بشأن مفاوضات مسقط على أنه «تسريبات» هو غير صحيح، داعياً إلى انتظار إعلان نتائج تلك المحادثات رسمياً.
وفيما يواصل العدوان السعودي عملياته ضد اليمن، منفذاً في معظم الأحيان غارات على مواقع قصفها مرات عدة سابقاً، يستمر الجيش و«اللجان الشعبية» في التقدم على جبهة مأرب، حيث احتدمت المعارك أمس، بدعمٍ جوي من التحالف للمجموعات المسلحة الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وعناصر من تنظيم «القاعدة».
تشهد مناطق
جنوب وغرب مأرب موجهات شرسة

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يستعد لإعلان هدنة إنسانية جديدة في اليمن، تمهيداً لإطلاق محادثات جنيف بواسطة المبعوث الخاص للأمين العام لشؤون اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وتوقع المصدر، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» الروسية، إعلان الهدنة الإنسانية وإحياء العملية السياسية بين الأطراف اليمنية قبل شهر رمضان الذي يبدأ بعد أسبوعين، مشيراً إلى أن بان يأمل أن تستمر الهدنة الإنسانية طوال فترة شهر رمضان. وعاد الجدل بشأن هوية القوى التي ستشارك في المؤتمر الذي من المفترض أن يضع اليمن على سكة العملية السياسية. وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي في حركة «أنصار الله»، ضيف الله الشامي، في تصريحاتٍ صحافية، إن الحركة لن تمانع مشاركة هادي كطرف في مؤتمر جنيف، ما يعني أنه لم يعد يمتلك الشرعية التي يتحدث عنها، مؤكداً أن المشاورات الجارية في مسقط جاءت بطلب عماني، وأنه لم يحصل أي لقاء مع الأميركيين.
وتمهيداً لإطلاق المؤتمر الذي سبق وجرى تأجيله من 28 أيار الماضي بناءً على طلب السعودية لاعتبارات عدة، أهمها عجزها عن تحقيق مكاسب في الميدان، قدّمت بريطانيا مشروع بيان في مجلس الأمن يدعم مساعي الأمين العام للأمم المتحدة لإحياء مسار مؤتمر جنيف، ويدعو الأطراف اليمنيين إلى «المشاركة في المشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة خلال فترة عشرة أيام».
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، إن هناك توجهاً لعقد محادثات سلام يمنية برعاية الامم المتحدة في جنيف «في غضون أسبوعين». وجدد بادي في حديثٍ إلى وكالة «فرانس برس» يوم أمس، التمسك بأن يكون أساس هذه المحادثات «تنفيذ القرار 2216» الذي يدعو الى انسحاب «أنصار الله» من المناطق التي يسيطرون عليها. ونفى بادي الحديث عن هدنة جديدة في الوقت الراهن، ملمحاً إلى «تقدمٍ» تشهده محاثات عمان مع «أنصار الله».
من جهة أخرى، التقى هادي في الرياض أمس، بالسفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، الذي أكد «حرص الولايات المتحدة الأميركية على تعزيز وتطوير علاقاتها وتعاونها المشترك مع اليمن وإلى دعم كافة الجهود السياسية وفقاً للقرار مجلس الأمن ٢٢١٦». وجدد تولر، الذي يقود الوفد الأميركي في مفاوضات مسقط مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون، تأكيد دعم الولايات المتحدة لأمن اليمن واستقراره ووحدته وشرعيته الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي. ومن جهته، أكد هادي أن حكومته «تبذل جهوداً كبيرة وبرغبة صادقة للتشاور مع مختلف الأطراف السياسية بغية الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة لتحقيق تطلعات الشعب اليمني». في هذا الوقت، تحتدم المواجهات في مأرب بين الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من جهة، وبين المجموعات المسلحة الموالية لهادي وعناصر من تنظيم «القاعدة». وتمكن الجيش و«اللجان» من السيطرة على موقعين خلف منطقة الخزان إلى جهة الجنوب من معسكر ماس بعد تطهيرها من عناصر «القاعدة». وفي وقتٍ سجّلت فيه «أنصار الله» تقدماً على مشارف مدينة مأرب في الأيام الماضية، تشهد مناطق جنوب وغرب مأرب موجهات شرسة، فيما يساند طيران العدوان مسلحو هادي و«القاعدة»، حيث نفذ التحالف أكثر من 40 غارة على مأرب خلال أسبوع منذ بدء المعارك، منها ما استهدف سد مأرب الأثري. وتجددت غارات العدوان يوم أمس، على مقر القيادة والاستخبارات العسكرية في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى حدوث انفجارات هزت وسط العاصمة، وأوقع ضحايا بالإضافة إلى نزوح عدد من سكان المناطق المحيطة بالمقر إلى مواقع أخرى عقب الانفجارات مباشرة. كذلك شهدت محافظات عمران وإب وتعز والضالع غارات جوية وغيرها، بينها 5 غارات جوية على منطقة عبس في حجة الحدودية. أما صعدة، فقد وصلت حصيلة شهداء قصف يوم أمس، إلى 13 شهيداً وأكثر من 10 جرحى.
(الأخبار، أ ف ب)