الحسكة | دخلت المواجهات بين الجيش السوري و«الدفاع الوطني» و«المغاوير» و«كتائب البعث»، ضد «داعش» أسبوعها الثاني في محيط مدينة الحسكة. وشهدت جبهات القتال في الريفين الجنوبي والغربي للمدينة هدوءاً حذراً مع سماع أصوات قنص متبادل، وقصف عنيف للطائرات السورية بالقرب من مواقع المواجهات وفي خطوط الإمداد الخلفية للتنظيم في مدينة الشدادي ومحيط محطة الكهرباء وسجن الأحداث وأبيض والداودية ورد شقرا وسودة.
واستقدم الجيش تعزيزات عسكرية من مدينة القامشلي مدعمة بعتاد عسكري وآليات، لتدعيم جبهات القتال وشن عملية عسكرية لاستعادة النقاط التي خسرها في الريف الجنوبي للمدينة.
التنظيم ضغط بشكل عنيف على نقاط الجيش في الطوق الأمني في محيط المدينة، مستخدماً 15 سيارة مفخخة، بالإضافة إلى قصف المواقع بالمدافع والدبابات والصواريخ، بهدف إحداث خرق باتجاه مدينة الحسكة للسيطرة عليها، وذلك كرد على التقدّم للجيش السوري وتوغله في عمق الريف الغربي وسيطرته على أكثر من 10 كم من سلسلة جبل عبدالعزيز الشرقية ومفرق صديق وصولا إلى قرية قبر شامية ومفرق الشدادي القديم. كذلك يريد «داعش» من هجومه إجبار «وحدات حماية الشعب» الكردية على التوجه صوب مدينة الحسكة لحمايتها، وإيقاف زحفها المتواصل باتجاه مدينة تل أبيض بعدما باتت قواتها على مشارف بلدة سلوك في ريف تل ابيض. يأتي ذلك مع اتهامات عدة وردت على مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إعلامية سورية، لـ «الوحدات» الكردية بالتقاعس عن الدفاع عن مدينة الحسكة، وأنها ستنتظر حتى تسقط الخطوط الدفاعية عن المدينة والأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش بما فيها مركز المدينة حتى تتدخل مع التحالف لتطرد «داعش» وتسيطر على المدينة. وهو أمر تطابق مع افتتاحية صحيفة الوطن السورية، التي ذهبت إلى ابعد من ذلك، فقالت في افتتاحيتها أمس «إن هناك مشروعا أميركيا في المنطقة يهدف إلى إقامة كيان كردي في شمال سوريا». مضيفةً: «مرحلياً تشن داعش هجومها على الحسكة وبعد احتلالها تأتي طائرات التحالف بحجة حماية الأكراد ومؤازرتهم، ليحتل هؤلاء بدورهم الحسكة ويبدأوا مجدداً عمليات تطهير عرقي تحت عنوان محاربة فلول داعش ليستبيحوا المنطقة». رئيس «هيئة الدفاع في مقاطعة الجزيرة» التابع لـ«الإدارة الذاتية»، عبدالكريم صورخان، قال في تصريحات إعلامية: «نقف على الحياد من الاشتباكات الحاصلة بين تنظيم داعش والنظام السوري في الحسكة». وأضاف: «سندافع عن المناطق التي تقع تحت سيطرتنا، وقواتنا على أهبة الاستعداد لرد أي عدوان». وقال: «لن ندعم طرفاً ضد الآخر لأن الطرفين يحاربان الكرد، وعندما يتعرض شعبنا إلى الهجوم سواء من قبل النظام أو من قبل تنظيم داعش فنحن سنقف في وجه هذا الهجوم». وهو تصريح تزامن مع تعزيز لقوات «الأسايش» و«الوحدات»المتواجدة في الأحياء الشمالية والغربية في المدينة.

مسؤول في «الإدارة»: نقف على الحياد في المعارك بين «داعش» والنظام السوري


مصدر سوري رسمي أكد لـ«الأخبار»، أن «اجتماعات عدّة عقدت بين مسؤولين في المحافظة وبعض القيادات الكردية لبحث مشاركتهم في التصدي للهجمات التي تتعرض لها المدينة»، كاشفاً «عن أن الوحدات تريد أن تدافع عن المدينة التي تسكنها مختلف مكونات النسيج السوري الاجتماعي بشروط». وأكّد المصدر «عدم التوصل إلى أي اتفاق معهم ودعوناهم للدفاع معنا جنباً إلى جنب لحماية المدينة وأكثر من 800 ألف مدني يقطنونها». بدوره محافظ الحسكة المهندس زعال العلي أكد لـ«الأخبار» «أن القيادة السياسية والعسكرية للمدينة ترحب بأي جهد عسكري يقاتل للدفاع عن مدينة الحسكة بقيادة الجيش السوري». وعلمت «الأخبار» أن «الوحدات» اشترطت أن تنشر حواجز لها في وسط المدينة والريف الشرقي الواصل إلى الفوج 123 في جبل كوكب، والقتال في الخط الدفاعي الثاني خلف الجيش كقوة مساندة لا مدافعة أو مهاجمة، بالإضافة إلى تجهيز مقاتلي «الوحدات» الكردية بكامل السلاح بما فيه المتوسط والثقيل، وهو ما لاقى رفضاً من الجيش الذي اعتمد على القوى الشعبية من أبناء المدينة في تعزيز جبهات الدفاع عنها.
إلى ذلك خفت حدّة الشائعات التي استهدفت مدينة الحسكة، ودفعت بعدد من سكانها للنزوح باتجاه المدن الشمالية في المحافظة. الشائعات في المدينة سقطت مع عودة الحياة الطبيعية إليها، واستمرار جميع مؤسسات الدولة بتقديم خدماتها، وافتتاح أسواق المدينة، ما ادى إلى رجوع الغالبية العظمى من النازحين إلى منازلهم التي نزحوا منها، وخاصة في احياء الزهور وغويران والنشوة.