في ظل هزيمة مسلحي «داعش» في عين عيسى في ريف الرقة، كثرت الشائعات عن قرب انسحاب التنظيم من مدينة تدمر التاريخية، في وقت واصلت فيه قوات الجيش تأمين محيط حقل جزل النفطي، وسط استمرار محاولات التنظيم تفجير خطوط النفط والغاز.تبدو صحراء تدمر الغربية مسرح معارك لا تنتهي بهدف السيطرة على خطوط النفط والغاز التي تكثر في المنطقة الصحراوية.

مسلحو «داعش» استهدفوا خط النفط المار من «الكوع 24»، الذي يبعد عن مطار الـT4 مسافة 24 كلم غرباً، وهو سبب تسميته. وبحسب مصدر ميداني، فإن «الكوع 24 يقع بالقرب من أراضي حنورة، واستهدافه يعني ضرب خطي النفط والغاز الأساسيين في المنطقة». وكان مسلحو التنظيم قد نفّذوا خلال الأيام الفائتة 11 تفجيراً، مستهدفين خط الغاز الواصل بين حقل شاعر الغازي ومنطقة الفرقلس، ما أدى إلى تدميره ضمن مسافة تتجاوز 5 كلم من امتداده الكلي. وبحسب مصادر ميدانية، فإن قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه الخط الدفاعي الأمامي عن آبار جزل النفطية والقرية المجاورة التي استعاد الجيش السيطرة عليها منذ ما يزيد على 20 يوماً. ويمتد الخط الدفاعي على مسافة 7 كلم إلى الشرق من الآبار النفطية، حسب المصادر، ما يعني أن القوات السورية تقدمت مسافة 8 كلم عن الحقل، في محاولة لتأمينه، مع اكتمال السيطرة على الخط الأمامي. يأتي ذلك بالتزامن مع شائعات تزايدت خلال اليوم الفائتين عن قرب انسحاب مسلحي «داعش» من مدينة تدمر الأثرية، بهدف دعم دفاعاتها التي تنهار في الرقة، أمام مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية. المعلومات الواردة من المدينة التاريخية تحدثت عن سحب التنظيم نخبة مقاتليه من تدمر، للمشاركة في المعارك المندلعة شرقاً. وأعلنت «الوحدات» سيطرتها على بلدة عين عيسى، التي تبعد حوالى 60 كلم عن الرقة شمالاً، مضيفةً على لسان المتحدث الرسمي باسمها ريدور خليل أن «عناصرها سيطرت على عين عيسى وعدة قرى صغيرة جنوب مدينة تل أبيض في ريف الرقة. واستطاعت السيطرة على صوامع قرية علي بجيلي، إلى الشمال الشرقي من مدينة عين عيسى». وكان خليل قد أعلن، قبيل اقتحام عين عيسى، أن السيطرة على المدينة ضرورة لـ«ضمان أمن المنطقة، إضافة إلى المناطق المجاورة من مقر اللواء 93، ومن الطريق الرئيسي الذي يمر فيها». «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أكد انسحاب عناصر التنظيم من عين عيسى باتجاه الشرق، وشمال مدينة الرقة. وخسر التنظيم، خلال عام واحد، أكثر من 50 قرية وبلدة في ريف الرقة الشمالي.
وفي ريف درعا، استهدف سلاح الجو مقراً للمسلحين، خلال اجتماع لقياداتهم، ضمن الحي الجنوبي الشرقي من مدينة بصرى الشام، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. بدورها، استهدفت المدفعية مراكز المسلحين غربي قرية كفرشمس، إحدى أقوى نقاط «جبهة النصرة» في المنطقة الجنوبية. وفي الحسكة، وقع تفجيران إرهابيان، بواسطة سيارتين مفخختين، استهدفت إحداهما منطقة دوار سينالكو، قرب حاجز الصباغ التابع لـ«وحدات الحماية» الكردية، في حين تم تفجير الأُخرى عند دوار الكهرباء، قرب مشفى الأطفال. الانفجاران أدّيا إلى سقوط العشرات بين شهيد وجريح.