رام الله | انتصارٌ ثانٍ سجله الأسير خضر عدنان، في سجل الإضرابات الفردية في سجون الاحتلال، بعد 56 يوماً من الإضراب عن الطعام، عانى خلالها أوضاعاً صحيةً صعبة، وكان مهدداً في أي لحظة بمفارقة الحياة، فنال ما أراد باتفاقٍ نصّ على الإفراج عنه ليلة القدر ــ أي بعد 14 يوماً ــ وذلك بعدما كانت سلطات الاحتلال تنوي فعل ذلك ليلة العيد.
ساند الأسير خضر عدنان ــ الملقب بالشيخ وينتمي إلى حركة «الجهاد الإسلامي» ــ في الوصول إلى هذا الانتصار، جنودٌ مجهولون، في مقدمتهم أسرته التي شكلت سنداً ودعماً كبيراً له، منذ اليوم الأول للإضراب حتى اليوم الأخير، الذي كان مفصلياً، ذلك أنها قامت، خلاله، بزيارته للمرة الأولى في المستشفى حيث يرقد. وهناك كان قرارها بالاعتصام، الذي أشعل حركة تضامنية من فلسطينيي الـ48، وحتى من بعض الإسرائيليين.
زوجة الأسير قالت إنهم في العائلة، صعقوا بوضعه حين شاهدوه، في الزيارة الأولى والأخيرة، التي جرت بتنسيق من مؤسسة «الصليب الأحمر»، مشيرة إلى أن تلك الصدمة شكلت الدافع وراء إعلانهم الاعتصام أمام مستشفى صرفند الذي يرقد فيه الأسير، وهدف إلى زيادة الضغط على الاحتلال.
ساهمت عائلة عدنان
في إنجاح إضرابه باعتصامها مع عدد من الناشطين أمام المستشفى

وأضافت زوجة الأسير أنه «يجب أن يعرف الجميع أن الاحتلال يخاف ممن يسلط الضوء عليه من الداخل، وصورة اعتصامنا داخل المستشفى للدفاع عن أسير يموت، كانت تضر بالاحتلال، لذلك كانوا يريدون أن ينهوا الموضوع، بأي طريقة ويخرجونا من المستشفى»، مشيرة إلى أن «وجود المتضامنين من فلسطينيي الداخل، ووقفتهم الصلبة تضامناً مع الشيخ، كل ذلك ساعد على أن ينتهي الموضوع خلال ساعات».
الانتصار الذي حققه الشيخ توّجه فلسطينيو الـ48 والقدس بتضامن واسع، تلبية لنداءات عائلته عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة قبل الاتفاق. فقد أقلّتهم الحافلات إلى المستشفى، حيث وقفوا وهتفوا وتضامنوا مع الشيخ، حتى أُعلن الاتفاق، كما توضح زوجة الأسير. وهي وصفت تحرك فلسطينيي الـ48 والقدس بأنهم «كانوا رائعين بكل ما تحمله الكلمة من معنى. شعبنا بسيط ويتحرك من تلقاء نفسه، وما لمسته من الناشطين الذي تضامنوا معنا في الداخل المحتل، أنهم صادقون وعفويون».
في هذا السياق، قال رئيس «نادي الأسير» قدورة فارس إنه «على الرغم من ظروف الإضراب الصعبة والمعقدة، ومن الموقف الإسرائيلي المتعنّت في فترة إضراب الأسير عدنان، لكنه بإيمانه وعزيمته وعناده وصبره وإصراره، تمكّن من تحقيق إنجاز وطني كبير، في إطار معركة بدأها هو وخاضها آخرون بعده، وفي لفت أنظار العالم إلى قانون الاعتقال الإداري العنصري، وفي إثبات أن دولة الاحتلال يمكن أن تُكسر إذا وجدت الصلابة والإيمان المطلوبين».
حركة «الجهاد الإسلامي» علقت على انتصار الشيخ، بالقول إن «الاحتلال فهم الرسالة وأدركت أجهزته أنها تتعامل مع مجاهد صلب وعنيد، ينتمي إلى حركة لا تفرّق بين جندي وقائد»، مضيفة أن «استنفار سرايا القدس يعني أن العدو لن يفلت من العقاب لو أصيب الشيخ بسوء».
وقال المتحدث باسم الحركة داود شهاب، إن «معركة الأسرى لم تنته مع الاحتلال الإسرائيلي، باتفاق الشيخ خضر عدنان، بل ستتواصل المسيرة لدعم الأسرى كافة في سجون الاحتلال، خصوصاً الإداريين والمرضى منهم».