بعدما غابت عن «جيش فتح حلب» وخططه في المرحلة السابقة، عادت «جبهة النصرة» لتدخل بقوّة على خط المعارك في عاصمة الشمال السوري عبر تزعمها «غرفة عمليات» جديدة ذات صبغة «جهاديّة» طاغية. الغرفة التي حملت اسم «غرفة عمليات أنصار الشريعة» أُعلن تشكيلها أمس، وضمّت إلى جانب «النصرة» اثنتي عشرة مجموعةً يغلب على معظمها الهوى «الجهادي». أبرز تلك المجموعات «حركة أحرار الشام الإسلاميّة»، و«كتائب فجر الخلافة»، و«جبهة أنصار الدين» القاعديّة (وقوامها الأساس «جيش المهاجرين والأنصار»).
كما ضمت «الغرفة» مجموعات أخرى أصغر، مثل «كتيبة التوحيد والجهاد»، و«أنصار الخلافة»، و«حركة مجاهدي الإسلام»، و«كتائب أبو عمارة»، و«لواء السلطان مراد». ويبدو أن تشكيل «الغرفة» جاء بمثابة «الخطة ب»، بعدما عُلّق تنفيذ مخطط «فتح حلب» نتيجة تداخلات إقليميّة عدّة. وفيما كان مخطط «فتح حلب» يقوم على استبعاد «المكونات الجهادية» كليّاً، وعلى «تسليم المدينة بعد تحريرها إلى هيئات مدنية»، فإنّ المخطط الجديد يعتمد في الأساس على «الجهاديين» ويبشر بـ«تحكيم الشرع»، حيث أعلن بيان التشكيل هدفين اثنين لـ«الغرفة»، هما: «تحرير مدينة حلب وريفها»، إضافة إلى «السعي مع الفصائل الأخرى لوضع ميثاق مشترك إدارة حلب بعد التحرير وفق أحكام الشرع الحنيف». واستهلّت «الغرفة» معاركها بشن هجمات عنيفة استهدفت على وجه الخصوص حي جمعية الزهراء، ومحيط مبنى المخابرات الجوية. كما اندلعت بالتزامن معارك على جبهتي الخالدية، والليرمون.