يتعامل العدو بخصوصية مع ما يطلق عليه في تل أبيب «ملف الدروز في سوريا». وكلفت قيادة العدو ضباط استخبارات عندها، بينهم من أبناء الطائفة الدرزية الذين يعيشون في الأراضي المحتلة ويخدمون في الجيش، بإعداد تصورات ومقترحات. وجرى العمل على عدة محاور، بينها ما يتعلق بتنظيم ردّ فعل «الدروز العرب» في فلسطين، وهو محل اهتمام جميع القوى السياسية لأسباب انتخابية، وليس فقط لأسباب أمنية. وينطلق العدو من أن تجارب احتلاله للجولان وللبنان، تسمح باستغلال قنوات اتصال ذات طابع اجتماعي بين الكتل الدرزية التي تتوزع في لبنان وسوريا وفلسطين، لأجل القيام بأنشطة تخدم مشروعها.
ويوجد ضباط كبار في الجيش وموظفون بارزون في رئاسة الحكومة وبعض الإدارات من الذين يخوضون معارك مفتوحة لـ»أسرلة» جميع الدروز في الأرض المحتلة. وعمل هؤلاء، على فكرة أن إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يوفر الأمان لجميع الدروز العرب.
مندي الصفدي، المولود في قرية مجدل شمس السورية المحتلة، كان قد أسس «جمعية الدروز لأجل سوريا»، وهو من أبرز الناشطين في هذا الملف. وتظهر المراسلات أنه بدأ تركيزه بصورة كبيرة على الملف في عام ٢٠١٣. ولعل أكثر ما يشرح الرؤية الإسرائيلية لملف الدروز، مضمون رسالة من «كمال اللبواني»، تتضمن معلومات عن طلب مساعدة إسرائيل للقوى المسلحة المعارضة في سوريا بالتزامن مع حظر جوي إسرائيلي، وإعادة تكرار تجربة الجنوب اللبناني، لكن بنسخة سورية. إضافة إلى تسهيل «تحرير» السويداء والإتيان بقوى محلية درزية، لتغيير الدور الدرزي في لبنان ومنع حزب الله من إقامة مربعات أمنية جنوب دمشق.
كذلك تحدّث «مندي» عن مخطط أميركي لإقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري. وفي إحدى المحادثات، طلب «مندي» من شخص مجهول الهوية، أسماء الأشخاص الذين يعملون على مشروع «الدولة الدرزية»، لعرضه على الجهة الأميركية في تركيا. وقد أرفق أحد تقاريره بملاحظة مفادها أن «دروز إدلب يحتاجون إلى السلاح». وفي رسالة أخرى، طالب «مندي» شخصاً مجهول الهوية، بضرورة العمل على مشروع الدولة الدرزية بدعم من أميركا وبالتنسيق مع شخص يدعى «رامي نخلة» مقيم في أميركا.
وفي محادثة بين «مندي» وشخص يدعى «حسن القنطار»، قال الأخير: «إن المشايخ الدروز سيدعمون موضوع تشكيل لواء عسكري كبير، وهذا نتيجة ما شهدوه من داعش»، وأضاف قائلاً: «إن (النائب اللبناني وليد) جنبلاط يمكنه أن يهتم بموضوعهم». فأجابه «مندي» قائلاً: «سيبنا من جنبلاط وغيرو، هلي ما شد الهمي وقت الضيقة لا يفرجينا عضلاتو وقت اليسر». فردّ عليه القنطار قائلاً: «بس خبروني عبيتواصل معهم خضر الغضبان وعلي أبو عواد». فأجابه مندي قائلاً: «بدهن يلعبوا بالزقطة أو بدهن أفعال عالأرض؟ إذا بدهن يمشو ورا علي ووليد خليهون يكتفو فيهون، وإذا بدهون يشتغلو معنا بس معنا». فردّ القنطار قائلاً: «لا الجماعة بإيدي وحياتك، ما دام لواء مصطفى قنطار هو الي ماسك المنطقة ما في ابن مره بيفوت، بعثتهم لعند مصطفى قلهم أي شي بيزعجكم تعالو لعندي».

مندي للقنطار:
سيبنا من جنبلاط، هلي ما شد الهمي وقت الضيقة لا يفرجينا عضلاتو وقت اليسر

بعدها جرت محادثة بين «مندي» و«حسن القنطار»، زعم فيها الأخير أنه جنّد 270 مسلحاً درزياً في سوريا مع أسلحتهم الفردية، كاشفاً أنهم استقروا في مدرسة، فأجابه «مندي» أن الأميركيين سيقدمون لهم الدعم، وأكّد أن يكون «الملازم عمران» في الاجتماع. وطلب «حسن القنطار» من «مندي» أجهزة اتصالات وأجهزة نت فضائي وحواسيب وقبضات سلكية وأجهزة «ثريا»، فأجابه «مندي» أن الطلب سيصل إلى الجهة المختصة.
في محادثة أخرى بين «حسن القنطار» و«مندي»، طلب الأخير من «القنطار» ضرورة التواصل مع «موردخاي كاهانا» والتشديد على موضوع أميركا. وقال «مندي» إنه سيلتقي المسؤولين الأميركيين بعد أسبوع ونصف لمناقشة موضوع دعم الملف الدرزي في سوريا. وكان مندي يطلب من القنطار معلومات بشأن أشخاص أو عمليات معينة. وفي إحدى المرات طلب منه ضرورة التقصي بحذر عن شخص يدعى «بسام العيسمي»، يقطن في الريحانية – مواليد معرة حرمة بإدلب، مشيراً إلى أن أخاه مقيم في أميركا وموجود حالياً في سوريا. وأبلغه أيضاً أن لديه أخوة آخرين في الجيش السوري الحر والنصرة وداعش. يومها طلب «مندي» من «القنطار» ضرورة تصويره وتصوير أخيه. وفي محادثة أخرى، أشار مندي على القنطار بضرورة الدخول ليلاً إلى معبد يهودي في سوريا (شارع المتنبي ـ حلب) لسرقة محتوياته، كذلك طلب القنطار من «مندي» تجهيز جواز سفر مزوّر لعميد سوري في الخدمة الفعلية يسعى إلى تجنيده ومن ثم ترحيله إلى تركيا بعد إعلان انشقاقه، لأنه سيكون مفيداً في الحكومة الجديدة، ولأن اختصاصه المعلوماتية. وقد أبلغه وقتها «مندي» أن تكاليف تزوير الجواز هي: 2500 دولار بالنسبة إلى جواز سفر نظامي و1800 دولار لجواز سفر مزور.
وبحسب محادثة له مع «حسن القنطار»، يظهر أن نشاط «مندي» في تنفيذ العقود التسليحية بالسعي إلى إنشاء عدد كبير من الجمعيات الخيرية الوهمية لتكون غطاءً لعملياته الاستخباراتية حول العالم. بل يتعدى نشاطه ذلك إلى إدارة شركات وهمية زراعية وأخرى صناعية وتغليف بضائعها على أساس أنها منتجات تركية لتصدّر لاحقاً إلى بلدان عربية مثل قطر والإمارات وإلى بلدان غربية أخرى.

ملف القنيطرة والحدود

لكن «مندي» كان يهتم أيضاً بالحديث عن الدور العام مع المعارضة السورية، وليس مع الدروز فقط. في أحد الملفات، دراسة عامة عن محافظة القنيطرة من النواحي العسكرية، الاقتصادية والاجتماعية، مرسلة من قبل الجيش السوري الحر. ودراسة عن منطقة قصيبة الطبية والتوزيع الديموغرافي في المناطق الآمنة. وعُثر على رسالة بعنوان «إلى الأطراف الفاعلة الساعية إلى إنهاء الاحتلال الشيعي لسوريا» بتاريخ 19/05/2013، موجهة من الدكتور وليد الثامر الطائي إلى جهة إسرائيلية. أبرز ما جاء فيها:
«القبول بالدولة اليهودية إلى جانب الدول الفلسطينية ضمن شرق أوسط جديد. والدخول في مفاوضات مباشرة غير مشروطة مع إسرائيل. وإن الطرف العربي سيتمثل بقيادة المملكة الأردنية تحت رعاية الملك عبد الله. على أن تُساعد إسرائيل على إقامة الدولة السورية السنية الحديثة. وقد طلب الطائي مساعدة إسرائيل لـ«إنشاء مركز استشاري سياسي وثقافي واستثماري واستراتيجي تحت اسم ألماني «معهد شيللر للدراسات الثقافية والسياسية والاستراتيجية»، لضمان المساندة المالية والسياسية والدولية للمشروع، برئاسة الطائي نفسه الذي يحمل الجنسية الألمانية، علماً بأنه ينتمي إلى حزب SPD الألماني».
كذلك عُثر في حاسوب الصفدي على رسالة من محمد الشعار (أبو حسام)، عضو الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة وممثل هيئة الأركان عن ريف دمشق... شكر فيها الإسرائيليين «على موقفهم الإنساني ومساعدتهم على إسقاط نظام الأسد القاتل».

العلاقة مع «النصرة»

في محادثة سكايب (بداية العام الجاري) للتنسيق للقاء بين مندي وقيادي في «النصرة» من المنطقة الجنوبية، يلقب بـ»أبو عمر»، يبدو جلياً الحذر الأمني لدى القيادي المذكور، وإصراره على الاحتفاظ بحزامه الناسف، وهو ما رفضه الطرف الإسرائيلي. لكن المحادثة ذاتها، كما محادثات أخرى، تُظهر حرص الطرف الإسرائيلي على بناء علاقة قوية مع قيادات في «النصرة»، وتأمين الدعم التسليحي لهم. تكشف المحادثة أن القيادي في «النصرة» رفض خلع حزامه الناسف لمقابلة «مندي» في المنطقة العازلة في الجولان المحتل. كذلك رُصدت محادثة أخرى مع صاحب الرقم «905398970787»، المدعو عبد الباسط الملقب بـ«الشيخ أبو معاذ»، الموجود في الريحانية على الحدود السورية التركية، ذكر فيها عبد الباسط أن «جبهة النصرة» ستتواصل معه عبر شخص من طرفه بخصوص السلاح قبل التواصل مع «مندي». وأضاف عبد الباسط أن «أبو عدنان» القريب من «الجهاديين» لا يوجد عنده مندوبون لتسلّم الأسلحة. وأبلغه أن العينات ستصل بتاريخ 11/06/2014 إلى إسطنبول، وأضاف قائلاً إن مندي وأبو النعمان هما اللذين يحددان وقت ومكان التسليم والتسلّم.

يدير الصفدي
شركات تغلّف بضائع إسرائيلية على أساس أنها منتجات تركية لتصدّر إلى بلدان عربية

وبتاريخ 12/06/2014، ذكر عبد الباسط أن شخصاً من طرف المشتري (مجهول الهوية) سأله إذا كان «مندي» يستطيع أن يحضر كمية كبيرة من صواريخ «ستينغر»، مشيراً إلى أنه أعلم عميلاً لبنانياً بهذا الموضوع، ليأخذ منه الضوء الأخضر، فأجابه مندي بأن البضاعة موجودة، ثم أضاف قائلاً: إذا كانوا جاهزين وعندهم ممول فليلاقوه في رومانيا نهار الثلاثاء والأربعاء.
وبتاريخ 14/06/2014، أشار عبد الباسط إلى أنه اجتمع مع «العميل اللبناني» والجنرال بافيلي، وسيرسل لـ»مندي» تفاصيل الحوار الذي دار بينهم، ثم طلب الأخير من «مندي» الدعم العسكري لكتائب الفاروق، وأعطاه مندي رقم شخص يدعى بلال طبنجة (من ألقابه: أبو عمر ــ حذيفة بن اليمان) والرقم هو 00905380529017 ليتواصل معه، معرفاً عن أنه من طرف «مندي». وأخبر عبد الباسط «مندي» أن القائد العسكري في ريف حلب الشمالي قريب منهم، كاشفاً أن شخصاً من «جبهة النصرة» يتواصل من الكويت والإمارات مع القائد العسكري لدعم صفقة السلاح، ثم أرسل إلى «مندي» نص المحادثة التي دارت بينه وبين الشخص التابع لـ»جبهة النصرة».
في محادثة لاحقة، أبلغ عبد الباسط مشغّله «مندي» أن أبو عمر طبنجة يريد الانضمام إليهم، ثم طلب منه الدعم العسكري، فرد «مندي» بطلب معلومات عن التشكيل العسكري (الأجزاء، التجهيزات، الحاجات الشهرية، اسم المستلم ورقم الحساب...). وبتاريخ 13/09/2014، ذكر عبد الباسط لـ»مندي» أن مكتب أميرة سعودية أرسل لهم جدولاً لدعم المجموعات المسلّحة في سوريا».
وفي إحدى المحادثات، طلب «أحمد – أبو إبراهيم» (ريف حماه)، من «مندي» ضرورة تأمين سلاح مضاد للطائرات والدروع. فأجابه «مندي» عن توافر بائع روماني لهذه الأسلحة، ولكن يجب تأمين الممول من قبل جهتهم (جبهة النصرة)، علماً أنه في محادثة سابقة أشار «مندي» إلى وجود صفقة أميركية حول صواريخ مضادة للطائرات والدبابات.
من جهة أخرى، سُجّلت محادثة بين «مندي الصفدي» والسوري عمار الأشقر (يستخدم الرقم التركي :905062353585)، حيث أشار الأخير إلى أنه التقى «مندي» في عدة أماكن، وأضاف أنه اجتمع مع العديد من كبار الضباط الفارين من الجيش السوري. كذلك طلب من «مندي» التعاون في ما بينهم. وخلال المحادثة، أرسل مندي لعمار صور صواريخ «ستينغر»، وذكر أن تسليم المعدات العسكرية يكون على الحدود التركية - السورية. علماً بأن عمّار المذكور دخل إلى لبنان حيث أقام في منطقة البقاع قبل أن يغادر لاحقاً إلى سوريا. في إحدى المراسلات يتبين أن العميل اللبناني يريد أن يجمع معارضين سوريين بإسرائيليين ويعرف عنهم باسم «فيلق حمص». ويطلب من مندي أنه ليس من الضرورة أن يعرف الأتراك بالاجتماع، ويطلب منه إحضار الأموال نقداً في حقيبة، ويسأله مندي عن شخص يرافق عمار الأشقر، فيجيبه العميل اللبناني بأنه يبعث له بأموال ومصاريف وهو من المخابرات التركية.
كذلك وُجِد في أحد الملفات مقطع فيديو لاجتماع ضم الحاخام «ياكوف مرغي»، وهو عضو في الكنيست الإسرائيلي، ومندي الصفدي بوصفه مبعوثاً أمنياً في الملف السوري. أما عن الجهة السورية، فحضر رئيس «الهيئة السياسية العليا للتجمع الثوري لسوريا المستقبل» محمد عدنان حسين.

ملفات مرفقة

ملف محادثة + صور جوازات سفر عُثر عليها في الحاسوب المقرصن


ملف محادثة + صور جوازات سفر عُثر عليها في الحاسوب المقرصن (2)

محادثة بين مندي ومجهول يريد بيعه ملفات

رسالة شكر لإسرائيل من معارض سوري




شبكة عملاء لتهريب الآثار

كشف مضمون إحدى المراسلات الحاصلة بتاريخ 05/05/2015 عن معطيات تثبت تورط العدو الإسرائيلي في سرقة آثار سورية. حيث أبلغ المدعو جون فرانش «مندي» أن الاستخبارات التركية أوقفت «أحمد المصطاوي ــ أبو أحمد، البالغ 33 عاماً والمقيم في غازي عنتاب، مشيراً إلى أنه أوقف على الحدود السورية بعد ضبط عمليات تهريب الآثار من سوريا إلى تركيا. وختم جون محادثته قائلاً: «هذه الشبكة التي تتعامل معنا سقطت». وفي اليوم التالي، ذكر مندي أنه تم إطلاق سراح «أحمد المصطاوي»، مشيراً إلى أنه لا يمكنه الاتصال به من رقمه الإسرائيلي، وأنه سيعمل على التواصل معه بأي طريقة.

إدخال جرحى من داريا

عُثر على محادثة بين «مندي الصفدي» و»أسامة» (تعذر معرفة هويته) صاحب الرقم «963988947943»، حيث أشار أسامة إلى وجود 100 جريح من المجموعات المسلّحة في داريا بحاجة إلى المعالجة في المسشفيات الإسرائيلية. من ثم أجابه مندي بأن الجهة الإسرائيلية على استعداد لاستقبال الجرحى السوريين، وأخبره أسامة أنه سينسّق مع هارون والمختار وشخص ثالث من لواء الفرقان. وسأل أسامة عن صفقة صواريخ الستينغر، وعن كيفية التسليم والدفع. فأجابه مندي بأنه سوف تتم العملية بعد عقد اجتماع يقام في أوروبا.

أسلحة إسرائيلية إلى جنوب السودان

قُرصنت محادثة جرت بتاريخ 28/05/2014 بين «مندي» وصاحب الرقم «9647507513842» (المدعو عبد العزيز النجيب). وكشف مندي لعبد العزيز أن مجموعات مسلحة في جنوب السودان بحاجة الى مضاد للطائرات (1000 قطعة) وطلب منه أن يرسل له صور الأسلحة وأسعارها. فعرض عليه الأخير 100 ألف بندقية akm وعشرين مليون طلقة بلغارية الصنع، و23 مضاداً بسبطانتين وبثلاث سبطانات موجودة في أوكرانيا وبلغاريا، و11 صاروخاً محمولة على الكتف نوع ستينغر أميركية الصنع وصواريخ مع قواعد مهرّبة من ليبيا (ستة صواريخ موجودة في تركيا وخمسة موجودة في ليبيا) وألف رشاش عيار 23 مضادة للطائرات.

.. والضابط الذي باع حلب


في الشهرين الأخيرين من عام 2014، ذكر أحد العملاء اللبنانيين الذي يتواصل مع «مندي» أنه أرسل صوراً عن جوازات سفر سورية تعود إلى: الشلال ــ العميد محمد مفلح ــ السفير الفارس. وأخبره أن السفير نواف الفارس على علاقة قوية مع قبائل الرقة ودير الزور، وهو صديق لعميد (تركي الجنسية)، ثم طلب منه أن يضع شلال ومفلح وخلوف في نفس الوفد، وتركي ونواف في وفد منفصل. ويذكر له أن خلوف وتركي موجودان حالياً في اسطنبول، بينما شلال ومفلح (الضابط الذي باع حلب) في عمان. بعدها بشهر، رُصدت محادثة للعميل نفسه، أبلغ فيها «مندي» أن لديه اجتماعاً مع البريطانيين. وطلب «مندي» من العميل اللبناني أن يحوّل له مبلغاً من المال متفقاً عليه سابقاً الى بلغاريا. وأبلغه العميل أن الشلال وخلوف رفضا الحضور الى بلغاريا لأن الأمور قد تغيّرت. أما بالنسبة إلى تركي، فسوف يأتي إضافة الى السفير نواف و(...) طلاس وموسى النبهان. وأرسل العميل اللبناني رقم حوالة إلى مندي طالباً منه التعاون مع تركي والسفير نواف «لأن تركي عنده مونة على جبهة النصرة». وزوّد مندي العميل اللبناني رقم هاتفه البلغاري 359895111424.

تجنيد وتدريب على برامج أمنية

بتاريخ 10/02/2014، جرت محادثة بين الضابط الإسرائيلي «موتي كاهانا» و«مندي الصفدي»، أبلغ فيها «مندي» زميله «موتي» عن تجنيد فتاة تعمل لمصلحتهم لها سيرة ذاتية كبيرة وخبرة في التعامل مع السوريين، بحسب تعبيره. فأجابه موتي بأن «بسام بيطار» هو مسؤول عن موضوع التجنيد، لافتاً إلى أنه طلب منه سيرتها الذاتية لكي يعرضها عليه، علماً بأنها سوف تعمل تحت إشراف بيطار. وقد أرسل لموتي رقم الهاتف التركي للفتاة 00905534393740، طالباً منه التواصل معها. وتجدر الإشارة إلى أن بسام بيطار سوري الجنسية من اللاذقية ومقيم في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ملاحق قانونياً من قبل الحكومة السورية منذ عام 1987 ولا يزال مطلوباً.
كذلك كان هناك محادثات تتعلق بعمليات التجنيد، فذكر في إحداها «مندي» أنه تحدث مع زوجة سامر (يعمل لمصلحة استخبارات العدو)، مشيراً إلى أنها أخبرته أن اللقاء الأول كان مع يوشي كوبرفاسر (الصورة) (ضابط في الاستخبارات الإسرائيلية)، علماً بأنه في محادثة سابقة جرت بين «مندي» و»سامر»، كان مندي قد طلب منه السيرة الذاتية لزوجته الموجودة في مدينة الريحانية ــ تركيا، لكون بسام بيطار موجود في تركيا. وقد أفاد يومها «سامر» بأنه يجب التركيز على دعم السوري محمد عدنان حسين، وعدم حصر الامور بكمال اللبواني، واصفاً الأخير بـ»الانتهازي».
وفي محادثة بين «مندي» وبسام بيطار، ذكر «مندي» أن جميع الكوادر الذين يعملون معه أصبحوا جاهزين. وأشار إلى أن «موردخاي» أعدّ رسالة موجهة الى مؤتمر «التجمع الثوري لسوريا المستقبل». كذلك عُثر على رسالة من «مندي» إلى «روبيرتا» (يعتقد أنها البلجيكية روبيرتا ب.)، ذكر فيها أن هناك مجموعات مدربة بشكل جيد، وسوف يوفر لأفرادها التدرب على برامج أمنية مهمة. وأشارت «روبيرتا» الى أنها بصدد مغادرة إسبانيا، وذلك بعد انتهائها من لقاء مع 200 معارض سوري. وطلب «مندي»منها تسمية أشخاص لديهم الكفاءة للعمل في الملف السوري.
كذلك طلب «مندي» من «موردخاي كاهانا» تجنيد أحد الأشخاص (الذي يستخدم الرقم التركي 905534393740) من أجل العمل مع السوري بسام بيطار. وفي تلك المحادثة، أبلغ «موردخاي» «مندي» أن السوري عصام زيتون طلب من قيادة «الجيش السوري الحر» في المنطقة الحدودية السورية ــ الفلسطينية تسلّم المساعدات والمؤن من الجهة الإسرائيلية. كذلك أبلغه أنه حجز في فندق في اسطنبول لشخصين هما: معتصم العلي ونجيب العلي. وفي محادثة أخرى بين عدنان حسين و»مندي»، ذكر الأخير أنه تم تحديد موعد مع «بلال» (مجهول باقي الهوية) لأخذ شهادته في موضوع تهريب السلاح الكيماوي. وحدّد «مندي» لقاءات مع قيادات من حزب الاتحاد الديموقراطي، وأضاف أن من الضروري التنسيق مع «موردخاي كاهانا».