من جديد، عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليحذر من الخطر الإيراني على البشرية، ومن الاتفاق النووي في فيينا الذي يمهد الطريق أمام طهران لحيازة سلاح نووي. إلا أنه، هذه المرة، أضاف إلى لائحة التحذير حزب الله و«الشبكة الإرهابية التي يقودها في أوروبا».
الزيارة الرسمية التي أنهاها نتنياهو، أمس، لقبرص، كان يفترض بحسب بيان صادر عن مكتبه أن تخصص للبحث في قضايا التعاون الاقتصادي بين الجانبين، وتحديداً مسائل التعاون في استخراج وتسويق الغاز والنفط في المتوسط، إلا أن نتنياهو استغل وجوده في الجزيرة الأوروبية ليعيد تكرار مواقفه من إيران ومن الاتفاق النووي، وتحذيره أوروبا من خطر طهران وحلفائها، وفي مقدمتهم حزب الله، واصفاً الخطريْن بـ«الهائليْن».
وخلال لقائه الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، لفت نتنياهو إلى أن «إيران تمثل تهديداً هائلاً لأوروبا، وحزب الله قام بزرع خلايا إرهابية في جميع أنحاء القارة». وأضاف أن «إيران وحزب الله ينظمان شبكة إرهابية تغطي أكثر من ثلاثين بلداً في القارات الخمس، بينها كل دول أوروبا تقريباً». ورأى أن قبرص وإسرائيل تواجهان خطراً مزدوجاً، يتمثل في إيران والهجمات التي يشنها تنظيم «داعش»، وقال إن «داعش يشكل خطراً واضحاً على المجتمعات الأوروبية والغربية والأفريقية والعالم أجمع، إضافة إلى خطر إيران، وهذان الخطران الهائلان ينعكسان في العديد من الهجمات».
وردّ الرئيس القبرصي بدماثة على التهويل الصادر عن نتنياهو، أكد فيه اختلاف الرؤية والموقف، وقال إنه ناقش مع نتنياهو الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران، معرباً عن «الأمل بأن يساعد الاتفاق على خلق الاستقرار ومعالجة المخاوف الأمنية لإسرائيل». وبحسب اناستاسيادس، فإن المحاثات مع نتنياهو ركزت أيضاً على الأمن والدفاع والتنقيب عن مخزونات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.
مصادر سياسية إسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو استجاب لمبادرة الرئيس القبرصي بإلقاء خطاب مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، لكن نتنياهو، بحسب «الإذاعة العبرية»، أكد أن خطابه سيركز على موقف إسرائيل والتوضيح أنها ترغب في السلام لكن مع تركيزها على جانب الأمن، مشيراً إلى أن تحقيق السلام يستند إلى رغبة الطرفين في التفاوض.
مصادر في مكتب نتنياهو وصفت زيارة نتنياهو لقبرص بـ«المهمة جداً»، وأشارت في حديث مع موقع «واللا» العبري إلى أنه تم خلالها أيضاً بحث مسائل استراتيجية محورية، مثل قضية الغاز الطبيعي، وتعزيز التعاون مع الجانب القبرصي في مجالي الاقتصاد والطوارئ.
وأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أول تعليق صدر عن نتنياهو حول امتناع وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن إدراج إسرائيل ضمن جولته الشرق أوسطية لإطلاع بعض الدول على الاتفاق النووي مع إيران. وبحسب الصحيفة، سخر نتنياهو من قرار كيري قائلاً: «فعلاً لا يوجد أي سبب يدعو (جون) كيري للمجيء إلى هنا، فهذا الاتفاق لا يرتبط بنا، ولا يؤثر علينا بتاتاً، فنحن لسنا شركاء في الطاولة، وإنما وجبة في قائمة الطعام».
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي كوهين، أشار خلال جلسة استماع أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى أن إسرائيل لم تتلقّ بعد جميع ملحقات الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، على عكس الوعود التي قطعتها الإدارة الأميركية لتل أبيب.