منذ فترة، أرسلت المخرجة رشا شربتجي نصّ مسلسل «سمرا» (كتابة كلوديا مارشليان وإنتاج سيدرز آرت برودكشن ــ الصبّاح) للنجم السوري أيمن رضا على أساس أنّه سيلعب دوراً رئيسياً فيه وهو دور ضارب الطبل. وبالفعل قرأ رضا القصة وبدأ يحضّر نفسه على المستوى الشكلي للدور. لكن مرّ أكثر من شهر من دون أن يسمع صوت أحد من الشركة المنتجة. جرّب التواصل مع صاحبة «غزلان في غابة الذئاب» لكّنها لم ترد على اتصالاته، فهاتف مدير إنتاج المسلسل ليأتيه الردّ: «نعتذر، لقد أصبح الكاست لبنانياً».يخبرنا الكوميديان السوري المحبوب القصة، ويضيف: «لست عاتباً على شركة الإنتاج، لكنني عاتب على المخرجة السورية التي أعرف أنها تؤمن بي كممثل وتكنّ لي الكثير من المحبة». الطريقة التي تعاملت بها الشركة مع رضا ليس لها أيّ حساب في بيدر «الشام القديمة» مكان إقامة رضا. فقد تحولّت الأرض هناك إلى ميدان حرب حامية، إثر إمطار مختلف أحياء العاصمة بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي يطلقها ما يسمى بـ «جيش الإسلام» من غوطة دمشق، بحسب المنابر الافتراضية لزهران علّوش زعيم الفصيل المتشدّد.

لم يمرّ الأمر كما اعتاد نجم «بقعة ضوء» بأن يستمع إلى أصوات القذائف، ويجرّب أن يكون بالقرب من عائلته، بل تلقّى اتصالاً هذه المرّة من أحد معارفه، ليخبره بأن قذيفة الهاون اخترقت منزله واستقرّت في أحد الغرف ودمّرتها.
وقد شاءت الأقدار أن تكون زوجته وبناته خارج المنزل بينما عانى ابنه هُمام الذي كان في البيت من صفير في أذنيه نتيجة صوت الانفجار. في اتصاله مع «الأخبار»، يحوّل «أبو هُمام» مأساته إلى كوميديا حياتية سوداء. يشكو بطريقة ساخرة ضنك الحال، ويقول: «شلون بدي إكسي الغرفة وأنا علقان مع النجّار»، في إشارة لخلافه مع المنتج إياد نجّار! نسأله إن كان ما اخترق منزله قذيفة أم شظية طائشة، فيرد: «وهل تعتقدون أنّني ممثل درجة ثانية حتى أقبل بشظية، أقلّ ما يمكن قذيفة». يضحك قبل أن تختلف نبرة صوته وتوغل في حزن عميق وهو يقول: «لم أنزعج من الدمار الحاصل في إحدى غرف منزلي، ولا على الفزع الذي أصاب ابني بعدما عانى من طنين شديد في أذنيه استمر وقتاً طويلاً نتيجة الانفجار الذي حصل على بعد أمتار منه. بل حمدت الله لأن غالبية أفراد عائلتي كانت خارج المنزل. ما جرحني كثيراً أنّ الناس تأكل بعضها ونحن في هذه الظروف. فتخيّلوا أنّني فقدت جهاز موبايل من بيتي بعد سقوط القذيفة بثوان نتيجة فوضى دخول الناس الموجودة في الحي إلى داخل المنزل لمعرفة ما حصل»!
تعقيباً على الحادثة، كتب رضا على صفحته الفايسبوكية بلغته العامية المحببة: «الناس عم تسرق بعضا وهي منكوبة، إلا ما يخلص هالخيط من قلب الكبكوبة». لا يقفل رضا الخط قبل أن يوجّه سهام نقده المتهكمة والتي لا يسلم منها أحد، خصوصاً بعض زملائه الذين غادروا البلد: «فلو بقيوا ربما كان عامّة الناس الذين غادروا سيحذون حذوهم». كما ينصحنا بمشاهدة الفيديو الجديد الذي نشره على صفحته على الموقع الأزرق كردّ ساخر على اختراق قذيفة الموت بيته. وهو ما نفعله فعلاً لنتابع نجم «الانتظار» يلتقي أحد بسطاء دمشق القديمة، ويسأله عن رأيه السياسي فيردّ الرجل الدرويش بضحكة طويلة على كافة أسئلته، ثم يقبّل محاوره ويمضي!