لا تستطيع عائلة الراحل مصطفى نصري إلا أن تكون في مقدمة المشهد الإعلامي حتى لو كان ذلك على حساب خلافاتها التي لا تنتهي! هكذا، سبق أن سمعنا عن معارك كلامية حامية دارت بين نجمة العائلة أصالة وشقيقتها ريم (الأخبار 20/3/2004 ــ الصورة) على خلفية المواقف مما يحدث في سوريا، ثم كرّت سبحة الخلافات بين الأختين. حتى إنّ الرحيل المفاجئ لشقيقهما أيهم لم يستطع لمّ شمل العائلة، إلى درجة أنّنا سمعنا أن صاحبة «إغضب» تمنع أختها من زيارة والدتها.
لكن مع حلول شهر رمضان الماضي انقشعت سحب التوتر بين المغنيتين الشقيقتين إلى حد ما، بعدما وطئت قدما والدتهما أرض بيروت آتية من مصر وزارت ابنتهى الصغرى ريم، حاملة لها ولعائلتها هدايا الأخت الكبرى أصالة. وهو طقس رمضاني اعتادت العائلة أن تحييه منذ الأيام الخوالي، عندما كان الجميع يعيش في الشام، لكن الخواتيم السعيدة بدأت بالظهور منذ أيام عندما أطلّت ريم على شاشة mbc4 من خلال برنامج «ET بالعربي»، وراحت تبرّر لشقيقتها مواقفها المعارضة للنظام، وقالت: «أصالة كانت حاملة راية الأغنية الوطنية، وإذا تعلّمت حب الوطن فقد تعلمته على يدي أصالة». وأردفت رداً على سؤال المذيع إن كان من الممكن لها أن تصالح أختها بالقول: «بالطبع كيف لا وأصالة أغلى من عيوني». كذلك، لم تتوان الفقرة عن عرض مقتطفات من أغنية ريم الخليجية الجديدة، علماً أنّها طرحت أخيراً أغنية عاطفية بعنوان «راحوا الأحباب» من كلمات وألحان فاروق الجزائري، وقد أنتجتها على حساب الخاص، على أن تصوّرها على طريقة الفيدو كليب قريباً.
لكن المواقف الجديدة من أصالة لم تكن هي القنبلة التي فجّرتها حلقة «ET بالعربي»، إنما تمثّلت السابقة الإعلامية بفتح القناة الخليجية بابها على مصراعيها أمام مغنيّة مؤيدة للنظام السوري ورئيسه، وبثّ مقتطفات من أغنيتها «يا سيد الأباة» التي تمجّد الرئيس السوري بشار الأسد، والتي غنّتها ريم، وعُدّت باكورة عودتها إلى عالم الأضواء.
أما عن الخطوة التمهيدية للمصالحة بين الشقيقتين، فتلفت ريم نصري في حديثها إلى «الأخبار» إلى أنّه لا يعاد إعمار الأوطان التي دمّرتها الحروب الحاقدة إلا عندما يلتمّ شمل أبنائها، مضيفةً: «لو سمحتم لي بالتحدث بصيغة بسيطة فسيتحتّم عليّ القول إنّ العائلة هي الوطن الأصغر، فكيف لي أن أجرّب مساعدة وطني من دون أن أوجّه رسالة محبة شبه يومية إلى أفراد أسرتي، تتجاوز كل الخطايا وتكون بمثابة دعوة حقيقية نحو السلام والتسامح». أما عن تبريرها لمواقف شقيقتها المعارضة، فتقول: «أجرّب تمثّل المنطق السائد في بلادي هذه الأيام، فإذا كانت الدولة السورية بجلالة قدرها تجري مصالحات مع أشخاص حملوا السلاح في وجهها، بقصد ردعهم عما غرقوا فيه من ذنب، فكيف إذا كان الأمر مجرد خلاف فكري وتباين آراء بين أختين».
من جانبها، وبعد اللقاء الذي أجرته أختها، غرّدت النجمة السورية أصالة نصري عبر حسابها على تويتر موضحة أنّها ستتوجه إلى لبنان بقصد تصوير برنامج «فنان العرب». وشرحت: «آتي إلى هذا البلد لأنّني أحبّ من فيه وأود لمّ الشمل». عندها، سألها المتابعون عن مصالحتها مع أختها. لم يتأخّر رد صاحبة أغنية «قد الحروف» التي أكدت أنّ الأمر ممكن.
وبالفعل صرّح لنا شقيق أصالة ومدير أعمالها أنس بأنّها تابعت إطلالة أختها وكان رد فعلها إيجابياً جدا: «لقد اضطرت للسفر إلى قطر لإحياء حفلتها في «مهرجان صيف قطر»، وستعلّق على الموضوع عند عودتها»، لكن الغريب أنّ اتصالاتنا المتكرّرة لاحقاً قوبلت بجواب واحد من أنس، ينفي فيه عودة أصالة إلى لبنان برغم أنّها عادت أمس. وهو ما يدلّ على تهرّب صاحبة «سامحتك» من الرد على تصريحات شقيقتها الإيجابية!