يشتد حصار مسلحي «جيش الفتح» على بلدتي كفريا والفوعة، شمال شرقي إدلب، مهدداً حياة آلاف المدنيين. فبعد تقدم المسلحين في منطقة الصواغية، جنوب شرقي الفوعة، وسيطرتهم على نقاط عدة فيها، واصلوا استهدافهم للبلدتين بأكثر من 1500 قذيفة خلال 24 ساعة، ما أدّى إلى استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين.
ورأى مصدر ميداني أن الهجوم الأخير الذي تعرضت له الصواغية هو «الأعنف»، إذ قصفها المسلحون بأكثر من 700 قذيفة وصاروخ، أجبرت المرابطين على الانسحاب من 3 نقاط دفاعية في المنطقة (المدرسة، الكهرباء، فرن الدخان)، فيما قتل عدد من المسلحين، بينهم المسؤول الميداني في الكتيبة الثانية في «الفرقة 101 مشاة - اللواء الأول»، التابعة لــ«الجيش الحر»، علي زعرور.
وأشار المصدر إلى أنّ مسلحي «الفتح» هاجموا كافة النقاط الموكلة بحماية البلدتين في وقت واحد، إلا أنّ أعنف المعارك كانت في الصواغية لأهميتها، فهي أراضٍ زراعية يستفيد الأهالي من محاصيلها. وفي هجوم معاكس لـ«لجان الحماية» استُعيد أحد المواقع، ولا تزال الاشتباكات مستمرة لاستعادة النقاط الباقية، وإعادة طوق الأمان لمحيط بلدة الفوعة.
ولم يخف المصدر تخوفه من تدهور الأوضاع أكثر نتيجة اشتداد الحصار وفقدان معظم مقومات الحياة، بالإضافة إلى ضخامة الدمار الذي تعرضت له البلدتان، مؤكداً في الوقت ذاته الروح المعنوية العالية للمقاتلين الذين اتخذوا قراراً حاسماً بالدفاع عن البلدتين، وعدم السماح للمسلحين بالاقتراب منهما مهما كلفهم من أرواح تضمن الحماية لسكان البلدتين.
وطالب أهالي البلدتين الحكومة بتكثيف عمليات إنزال المساعدات بكل أشكالها عبر الطائرات المروحية قبل أن يتدهور الوضع الإنساني والصحي أكثر مما هو عليه. وقال متابع للشؤون الإنسانية لـ«الأخبار» إنّ المستشفيات الميدانية باتت شبه خالية من المواد الطبية اللازمة لعلاج الجرحى، إذ تضاعف عددهم خلال اليومين الماضيين، وبعضهم في حالة خطرة.

المستشفيات
الميدانية باتت شبه خالية من المواد الطبية لعلاج الجرحى


ومع تدهور الوضع الإنساني في البلدتين، خرج المئات، معظمهم من مهجري الفوعة وكفريا في اعتصام، قطعوا فيه طريق المطار الدولي بالإطارات المشتعلة، وطالبوا بـ«فك الحصار عن البلدتين»، وبالضغط العسكري على مسلحي الغوطة الشرقية في ريف دمشق وحي الوعر بحمص بهدف تخفيف الضغط على البلدتين.
وعلى الضفة الأخرى، من المعركة المرتبطة بكفريا والفوعة، في مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، تقدّمت وحدات الجيش بالتعاون مع مجموعات المقاومة اللبنانية، على الجبهة الغربية للمدينة، باتجاه وسطها، وسيطروا على حي الجسر ومدرسة الشريف الإدريسي، وكامل الشارع الرئيسي للحارة الغربية، وسط حالة من «الضياع والتشتت» في صفوف المسلحين، بحسب مصدر ميداني. وأضاف أن التقدم جاء بعد اشتباكات ضد المسلحين، حيث تقدّمت القوات على محورين، من دوار الكهرباء ودوار شارع بردى، ناحية مبنى الكنيسة وسط المدينة، وسيطرت على عدد من «كتل الأبنية»، في وقت استهدفت فيه مدفعية الجيش نقاط المسلحين وتجمعاتهم في قرية مضايا، في محيط الزبداني.
وفي ريف العاصمة الشرقي، تتواصل الاشتباكات العنيفة على جبهة المركبات في بلدة حرستا، بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام»، في ظل غارات لسلاح الجو على نقاط المسلحين في محيط حرستا، فيما نعى «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، مسؤول «هيئته العسكرية»، أبو الوليد حلاوة، متأثراً بجروح أصيب بها خلال الاشتباكات الأخيرة في المركبات.
إلى ذلك، يشهد جنوبي دمشق، اشتباكات عنيفة بين «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«داعش» في حي القدم، حيث يحاول التنظيم التقدم في الحي، بالتوازي مع استهداف المسلحين لنقاط «داعش» في حي التضامن.
أما في حلب، فقد وقعت مواجهات عنيفة في حي سليمان الحلبي، بعد نسف المسلحين لنفق كانوا قد حفروه تحت كتلة من المباني. أما في الريف الشمالي، فلا تزال الاشتباكات مستمرة بين المسلحين و«داعش»، على محاور حربل جنوبي مدينة مارع، وتلالين شمالها، في محاولة للأخيرة لاستعادة السيطرة عليها.
وفي المنطقة الجنوبية، سيطر الجيش على تلة الوردات في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين. أما في السويداء، فقد وقعت مجموعة لـ«داعش» في كمين محكم للجيش، في محيط تل معاذ وبلدة شقا في الريف الشمالي الشرقي، بعد تسللهم من تل صعد.
وفي سياق منفصل، أعلنت «جبهة ثوار سوريا»، أن المدعو «أبو تحرير» ليس مسؤولاً عسكرياً فيها، مؤكدةً طرده من صفوفها منذ أكثر من سنة، لكونه «غير موثوق أمنياً، وارتباطاته المشبوهة».