تخوض «إسرائيل»، اليوم، معركة حرجة تبدو وكأنها على وشك خسارتها، هي معركة نزع الشرعية. تشكل حركة الـ«BDS»، أي المقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني رأس حربة هذه المعركة. وقد أثبتت المقاطعة فعاليتها في وقتٍ سابق، حيث تم تحقيق عدد من الإنجازات النوعية في فلسطين وفي سائر بلدان العالم، منها انسحاب عدد من الفنانين من حفلات موسيقية في «إسرائيل». من الدلائل على نجاح هذه المقاربة القانون الذي أقره أخيراً الكنيست الإسرائيلي، والذي يعاقب كل من يدعو إلى مقاطعة «اسرائيل». هذا القانون أثار جدلاً في الأوساط الحقوقية العالمية والإسرائيلية، ولم تستطع حكومة العدو تطبيقه بفعالية حتى الآن خوفاً من الإرتدادات السلبية على الصورة (الزائفة) للكيان. نحن في لبنان منشغلون بالتصويت لمغارة جعيتا لوضعها على لائحة عجائب الدنيا. من غير المفهوم كيف وقع الخيار على جعيتا وعندنا عجائب وغرائب تتحدى المنطق، وقد تنال اللقب بالإجماع العالمي. فها هو رجل أعمال لبناني يقاضي ناشطين لبنانيين لأنهم تجرأوا على رفع صوتهم ضد الفرقة الموسيقية البريطانية «بلاسيبو» التي أتت إلينا مباشرة بعد حفلتها في تل ابيب، وكان قائدها قد أعلن صراحة دعمه للكيان الصهيوني بعد أيام من المجزرة التي نفذها جيش العدو على أسطول الحرية. دعوة مرفوعة على ناشطين وطنيين يحتجون على التطبيع مع الكيان الذي يقتل أهلنا ويدمر بلادنا، قبل بها القضاء اللبناني في الوقت الذي يتردد فيه القضاء الإسرائيلي عن قبول القضايا المرفوعة ضد ناشطي المقاطعة في اسرائيل! دعوة ـ وهذه أغرب الغرائب و أعجب العجائب ـ ترتكز على القانون اللبناني الذي ينص على مقاطعة إسرائيل في محاولة لتجريم هذه المقاطعة! قد يكون هذا البلد الوحيد في العالم حيث يخضع الطلب السلمي لمقاطعة العدو لمحاكمة قانونية. ألا يستحق ترؤس لائحة عجائب الدنيا؟