تقود الولايات المتحدة الأميركية حراكاً دولياً لمحاولة عرقلة الدعم الروسي للجيش السوري. وعلى الرغم من «القلق اليومي» المتزايد الذي تعبّر عنه واشنطن، إلا أن موسكو تزداد تصلباً في موقفها، مستندة إلى العقود الموقعة مع دمشق، والتزامها بالقوانين الدولية المرعية الإجراء، وإدراجها الدعم العسكري لدمشق في خانة المساهمة في مكافحة الإرهاب.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في هذا الإطار، أن موسكو «تنقل بعض الأسلحة عن طريق الجو»، إضافةً إلى «المساعدات الإنسانية»، مؤكداً أن الدعم الروسي «يتم وفق المعايير الدولية». وشدد لافروف على أن هدف بلاده من مساعدة الجيش السوري هو «لتجهيزه منعاً لتكرار السيناريو الليبي في سوريا»، محمّلاً بعض «الشركاء الغربيين» الأحداث المؤسفة في المنطقة بسبب «هوسهم بأفكار تغيير الأنظمة». أضاف أن «نهج التحالف الغربي في محاربة داعش بدون التعاون مع الرئيس الأسد خطأ جسيم».
ومع تواصل «الاشتباك» الدبلوماسي حول حجم الدعم، ذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن موسكو تمد دمشق بـ«أسلحة صغيرة وقاذفات قنابل وناقلات جنود مدرعة من طراز بي تي آر ــ 82 ايه، وشاحنات كاماز العسكرية»، مشيرةً إلى أن دمشق دفعت لموسكو «أقساطاً مسبقة لشراء أنظمة دفاع جوي متطورة من طراز اس ــ 300». في المقابل، قررت روسيا عدم تسليم الأنظمة الصاروخية لسوريا حالياً، وتعويضها بأسلحة أخرى.
وفي موازاة حراكها الدبلوماسي، تتابع وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» التعزيزات العسكرية الروسية، متسائلةً في دوائرها الضيقة عن نوع هذه المساعدات وحجمها وحدودها. وأشار مسؤولون أميركيون لوكالة «فرانس برس» إلى أن سفينتي إنزال دبابات وصلتا إلى مرفأ طرطوس السوري، حيث لروسيا قاعدة دائمة. وأضافت المصادر أن «الاميركيين رصدوا شمالاً في منطقة اللاذقية نحو عشر آليات لنقل الجند إضافةً إلى وجود عشرات الجنود الروس».
والتف الروس على قرار بعض الدول الأوروبية منع الطائرات الروسية المتوجهة إلى سوريا من عبور مجالها الجوي، بعد أن دفعت الإدارة الأميركية بلغاريا إلى ذلك، إذ قررت موسكو تحويل مسار طائراتها المتوجهة إلى سوريا، شرقاً، مروراً بالقوقاز وإيران والعراق، ما أدى إلى امتعاض واشنطن، وتحذيرها لموسكو من «أن شركاءها في المنطقة، وبينهم العراق، سيوجهون أسئلة حازمة جداً للروس حول ضلوعهم في سوريا».
إلى ذلك، رأى المتحدث باسم الكرملن، ديمتري بيسكوف، أن «القوة الوحيدة القادرة على مقاومة داعش هي القوات المسلحة السورية»، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتناول في كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة «ملفّي سوريا وداعش».
وفي سياق منفصل، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الوكالات الاتحادية «الاستعداد لقبول حوالى عشرة آلاف لاجئ سوري» العام المقبل.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)