على الأرجح، لم يكن الممثل السوري علي كريّم يعرف أنّ الصورة التي وافق على التقاطها مع أحد «المهرّبين» المختصّين في تسهيل رحلات المهاجرين غير الشرعيين من مدينة إزمير التركية، ستنتشر على المواقع الإلكترونية وتسبّب له الكثير من الإحراج. سرعان ما تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، وصحيفة لبنانية تعرف بفبركتها لغالبية أخبارها، مذيّلة بتعليق: ««أبو النار» (نسبة إلى دوره في «باب الحارة») قرّر أن ينطلق من أزمير، مهاجراً إلى أوروبا أسوة بمئات آلاف السوريين».
لكن لدى اتصالنا بعلي كريّم، كان هاتفه خارج التغطية، كما أنه لم يجب على رسائلنا المتكرّرة، في حين نفى أحد أصدقائه في حديث معنا أن يكون الممثل السوري قد قرّر الهجرة عن طريق قوارب الموت. واستطرد: «الرجل لديه ابن يعيش في ألمانيا وله وضع خاص. حاول أن يرسل ابنته لتنضم إلى أخيها، لذا سافر إلى تركيا بحثاً عن طريقة ليرسل ابنته إلى ألمانيا، وسيعود بعدها إلى دمشق». لكن في وقت متأخر من ليل أمس، أعاد علي كريّم الاتصال بنا من مدينة جبيل اللبنانية لينفي كلياً الشائعة التي انتشرت، مضيفاً: «بالفعل كنت في أزمير ولدى دخولي أحد المقاهي الشعبية، طلب شخص يحمل عكازاً التقاط صورة تذكارية معي، ولم أشأ رفض طلبه، لأفاجئ في ما بعد بأنه مهرّب نشر الصورة ليعطي لنفسه سمعة طيبة ويشجّع السوريين ممن يودون الهجرة على التعامل معه على أساس أنه حتى الممثلين السوريين يتعاملون معه».

مهرّب نشر الصورة ليعطي
لنفسه سمعة طيبة
وعن سبب زيارته لهذه المدينة التي باتت أشهر من نار على علم بالنسبة إلى الفارّين من جحيم الحرب أوضح بأنه «يسعى فعلاً لإجاد خلاص لأبنائه وهو أمر شخصي بحت ولا يحق لأحد مصادرة حقي في إخراج أبنائي من أرض الحرب المستعرة لكنني شخصياً لن أغادر دمشق بعد هذا العمر، رغم أن بيتي تعرّض مراراً لقذائف هاون، لكنني باقٍ في البلد ليس من باب التحيّز لطرف ضد آخر بل لأنني منذ البداية لم أصطف ولم أصرّح إلا ضمن منطق الدفاع عن المصلحة السورية».
من جانب آخر، لفت نجم «دنيا1» أنه اتفق على لعب دوري بطولة في مسلسلين أحدهما شامي بعنوان «عطر الشام» مع شركة «قبنض»، والآخر سباعيات اجتماعية تعالج واقع الأزمة وتحمل اسم «منعطفات» للمخرج الشاب يزن أبو حمدة وقد تقاضى سلفاً مالياً عن الدورين وسيكون اعتباراً من يوم غد في دمشق استعداداً للتصوير.
في كل الأحوال، لم يعد مشروع الهجرة وإن عبر «قوارب الموت»، فكرة بعيدة عن أذهان الفنانين السوريين الذين باتوا يُشاركون الغالبية الساحقة ممن بقي في البلد حالة انعدام الأمل تجاه تحسّن الأوضاع في عاصمة الأمويين في المستقبل القريب. هكذا، شارك على سبيل المثال السيناريست عثمان جحى أمس عبر صفحته على الفايسبوك صورة لشقيقته الناشطة ريم جحى وهي على قارب مطاطي في عرض بحر إيجه، وتمنّى لها الوصول إلى اليونان بسلام. وسبق لأكثر من ممثل شاب، منهم ليث المفتي، أن سلكوا طرقاً مختلفة للوصول إلى أوروبا.