الأمين العام لحزب القوات اللبنانية فادي سعد، استقال من منصبه. هذا هو الخبر الذي انتشر على المواقع الإخبارية الإلكترونية في اليومين الماضيين. إلا أنّ مصادر «الأخبار» تحدثت عن «تمني» رئيس الحزب سمير جعجع على سعد تقديم استقالته لأسباب عدّة. في معراب، حيث التكتم هو من عدّة الشغل الرئيسية، نفي لذلك. «دكتور سعد نجح في مركزه من حيث الإسهام في ارتفاع عدد الانتسابات إلى الحزب ومكننة الملّفات، ولكن لم يعد بإمكانه التوفيق بين عمله طبيباً ومركزه أميناً عاماً. شو بدو يطلّع (مال) من معراب؟ بزيادة فقر!». وتضيف أن «الحزب يكبر وهو بحاجة إلى شخص متفرغ قد تصل ساعات عمله إلى العشرين يومياً».
تكتفي المصادر القيادية في الحزب بهذا القدر من الكلام، أما عن «خلف» سعد، فـ»لا أحد يدري... وحده رئيس الحزب يملك قرار تعيين الأمين العام»، تقول المصادر.
«الحكيم» يهوى العمل بطريقة استخبارية. هذا الأسلوب اختاره لنفسه منذ بداية حياته العسكرية. وتنظيمياً، يفضّل أن يكون العاملون معه متفرغين، لكي لا يوزعوا وقتهم بين وظائف مختلفة، وذلك منعاً لتضارب المصالح. إلا أن اختيار فادي سعد كان استثناءً. الأخير هو ابن البترون «وشكل في مرحلة ما وجعة رأس للنائب أنطوان زهرا، خاصة أنه كان دائماً يُحرتق على سعادته وينقل عنه الأخبار السيئة. لذلك، اختاره جعجع أميناً عاماً، إضافة إلى أن الخيارات أمامه لم تكن كثيرة»، استناداً إلى مصادر قواتية أخرى.
«الأخبار» لم تتمكن من التواصل مع سعد لمعرفة أسباب استقالته، لأنه موجود حالياً في الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في مؤتمر حزبيّ، في آخر مهماته كـ»الأمين العام لتصريف أعمال». المصادر تقول إنّ «أسباباً دفعت جعجع إلى الطلب من سعد تقديم استقالته، وهو دائماً ما يلجأ إلى هذا الأسلوب ليحفظ ماء وجه المسؤول المعين».

الأوفر حظاً لخلافة سعد هو مسؤول «الشعبة الثانية» القواتية أيام الحرب
التعداد يبدأ من «النقمة على سعد من القواتيين في الحزب وخارجه. فهو ليس أميناً عاماً نشطاً مع القاعدة القواتية»، إضافة إلى أنه «لم يترك بصمة في الاغتراب القواتي حيث الملاحظات عليه كثيرة في الولايات المتحدة وأفريقيا لجهة عدم اختلاطه بالناشطين». الحديث يتناول أيضاً «رغبات سعد في الترشح للانتخابات النيابية عن مقعد البترون مكان زهرا، ومع تأجيل الانتخابات مرتين لم يعد مُتحمساً لصرف المال والوقت في القوات».
من جهتها، تنفي مصادر معراب هذا الكلام جملة وتفصيلاً، «يبدو أنكم تعرفون أكثر منا». بالنسبة إليها، «كل شخص يستقيل من منصبه يكثر الحديث السلبي عنه. ولكن حرام أن تظلموا فادي».
حالياً، يجري التفاوض مع جوزف رزق، الذي شغل أيام الحرب مركز مسؤول الشعبة الثانية في القوات. رزق الذي عاش في الاغتراب منذ التسعينيات يُعدّ «كاتم أسرار القوات وأحد أهم المسؤولين العسكريين».
عقدت اجتماعات عدة بين جعجع ورزق، الموجود حالياً في لبنان. الرجلان «اتفقا على ٧٥٪ من النقاط، يبقى بعض التفاصيل حول انتقاله وعائلته إلى لبنان وأمور عملية»، بحسب مصادر قواتية من خارج معراب. يُجمع عارفو رزق على ثلاث نقاط في شخصيته: «سلوكه جيد، قريب من القاعدة القواتية، ويملك القدرة على التنظيم».
تبدو المصادر متفائلة، وهي تقول إن رزق قادر على «لملمة القواتيين والناقمين على الحزب. أهميته أن أحداً لن يكون قادراً على تطويعه». إذا رسا الخيار عليه «يكون جعجع قد قام بضربة معلم من خلال تفعيل العمل الداخلي»، وإذا فشل الاتفاق في الساعات الأخيرة، «نكون أمام خيارات ليست على المستوى المطلوب».