حلب | الهروب إلى الأمام عبر «غزوتي» السفيرة وطريق خناصر، لم ينفع تنظيم «داعش»، الذي وإن تمكن من قطع الطريق لمدة اثني عشر يوماً، إلا أنه تكبد خلال المعارك خسائر فادحة.وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ «القوات المتمركزة في أثريا جنوباً وخناصر شمالاً، شنت هجوماً صاعقاً بإسناد ناري كثيف، استمر عدة ساعات وانتهى بالسيطرة كلياً على محور خناصر – أثريا».

وفي التفاصيل، فإن الوحدات المتمركزة في منطقة أثريا، توجهت شرقاً على طريق الرقة، وبعد عملية تضليل ناجحة انعطفت شمالاً باتجاه خناصر بإسناد ناري من سلاح الجو لتتهاوى في وقت قياسي دفاعات «داعش» المنتشرة في النقاط المحتلة على الطريق، حيث كانت الوحدات القادمة من الحمام جنوب خناصر، أسرع في ملاقاة نظرائهم القادمين من الجنوب.
وعند الظهيرة تمكنت طلائع القوات القادمة من أثريا من السيطرة على النقطتين التاسعة والعاشرة في تلة مراغة (22 كم شمال مفرق الرقة) لتلتقي بالوحدات القادمة من خناصر (52 كم شمال مفرق الرقة).
العملية كانت مقررة فور السيطرة على جبل أحد (5 كم شمالي شرق أثريا) الذي يسيطر نارياً على أكثر من نصف المسافة بين أثريا وخناصر. معركة جبل أحد مكّنت من جعل القوات في وضع مريح لناحية الرصد وتوجيه الرمايات التي تميّزت بغزارة غير مسبوقة.
عمليات التثبيت والتحصين بدأت فور التقاء القوات، بينما تعكف غرفة العمليات على تنظيم الدفاعات مجدداً وتلافي الثُّغَر التي استغلها عناصر التنظيم التكفيري للسيطرة على النقاط، بعد تدمير الوسائط النارية فيها.

مقبرة التويوتا

تنتشر على جانبي الطريق بين أثريا وخناصر الآليات المدمرة والمحترقة، بالأخص سيارات الدفع الرباعي، ومعظمها من نوع تويوتا الذي اشتهر التنظيم باستخدامه في أرتاله، وإلى جانبها عشرات الجثث. أسلحة الجو والصواريخ والمدفعية مهّدت نارياً بكثافة غير مسبوقة، بهدف تدمير العتاد الموجود في النقاط، ومنع المسلحين من استخدامها مجدداً.
المدينة التي تضاعفت فيها أسعار عدد من السلع الواردة عبر الطريق بعد وقف تدفق السلع والوقود لاثني عشر يوماً، زاد من معاناة سكانها انقطاع عام في التيار الكهربائي وفي مياه الشرب أيضاً.
لكن المفاجأة هي سرعة إعادة استخدام الطريق مدنياً أيضاً حتى قبل الموعد الذي حددته السلطات (صباح اليوم الخميس)، وإن كان بعدد شاحنات متواضع، فيما تستعد قوافل الشحن المنتظرة في حلب، لعبور الطريق الذي من المتوقع أن تسلكه إمدادات الوقود والطحين من حمص وحماه.
هي المرة الأولى التي تعاني فيها المدينة من انقطاع الطريق لأكثر من ساعات، منذ فتحه في أيلول 2013. ويسود شعور عام بأنها ستكون الأخيرة، إذ إن وحدات الجيش تتقدم جنوباً وشرقاً بمواجهة كل من تنظيمي «داعش» و«النصرة».
وفي سياق آخر، سيطر الجيش على كامل المرتفعات الشمالية لطريق حرستا (منطقة الكسارات ـ معمل الشيبس) شمال شرق دمشق، بعد انسحاب المسلحين منها. وكان الجيش قد حقّق أمس تقدماً مهماً بسيطرته على مرتفع تلة الحرس.
وقد أقر «جيش الإسلام» بانسحاب مسلحيه من المواقع التي سيطر عليها سابقاً في الجبال المطلة على الغوطة الشرقية.
وتبقى طريق حرستا غير سالكة إلى حين تأمينها من الجهة الجنوبية (المحاذية لدوما) حيث يستعد الجيش للقيام بعملية لإبعاد المسلحين.