آخر تحديث 3:05 PM بتوقيت بيروت | خاص بالموقع وجّه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، سلسلة مواقف سياسية حادّة حيال تركيا، غداة قيامها بإسقاط طائرة روسية قرب حدودها مع سوريا. وفيما أكد أنّ موسكو «لا تريد حرباً» مع أنقرة، شدّد على أنّ ما حصل «أمر مرفوض تماماً»، وأنه «عمل استفزازي مخطّط له»، ووصفه بـ«الكمين التركي». ولفت كذلك إلى أن روسيا ستراجع «مجمل العلاقات مع تركيا»، مضيفاً في الوقت نفسه أنّه «ليس سرّاً على أحد أن الإرهابيين يستخدمون الأراضي التركية للتدريب».

وتناول لافروف، في مؤتمر صحافي اليوم، مسألة اجتماعات فيينا الخاصة بالأزمة السورية، مشككاً بفائدة عقد المزيد منها «قبل اعتماد قوائم التنظيمات الإرهابية والمعارضة». وأعلن أنّ بلاده تدعم اقتراحاً من الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بإغلاق الحدود بين سوريا وتركيا.
وبعد يوم من إسقاط الطائرة الروسية، قال وزير الخارجية الروسي إنّ «هناك مؤشرات على أن إسقاطها هو عمل استفزازي، كان متعمداً»، موضحاً في سياق الحديث أنّ «بعض شركائنا أبلغونا بأن الاستهداف كان كميناً تركياً». واعتبر أنّ تصريحات الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي»، ينس ستولتنبرغ، بشأن إسقاط الطائرة الروسية «كانت محاولة للتستر عن تصرفات الجيش التركي».
وأعلن لافروف أنّ «الهجمات، على غرار إسقاط القاذفة الروسية، أمر مرفوض تماماً»، معرباً عن أمله بألا يتم «استغلال الحادثة لإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية». وتحدث عن «خلافات عميقة داخل التحالف الدولي حول ماهية المعارضة المعتدلة في سوريا»، مضيفاً أنّ بلاده ستطالب «خلال اجتماعات فيينا وفي مجلس الأمن بقطع قنوات تمويل الإرهاب في بعض الدول»، وذلك برغم تشكيكه في سياق حديثه بفائدة «عقد مزيد من الاجتماعات قبل اعتماد قوائم التنظيمات الإرهابية والمعارضة».
وقال لافروف إنّه «ليس سراً على أحد أن الإرهابيين يستخدمون الأراضي التركية... في نشاطهم التدريبي والمالي»، واصفاً الأمر بـ«الخطير جداً». وبشأن المعلومات الروسية حول ملابسات إسقاط الطائرة، أكد الوزير الروسي أنّ «تسجيلات وسائل المراقبة الروسية تؤكد أن القاذفة لم تخترق الأجواء التركية»، كاشفاً أنّ نظيره التركي «حاول التبرير بأن أنقرة لم تكن تعرف تبعيتها لروسيا».
وفي سياق الحديث عن طبيعة العلاقات مع تركيا في المرحلة المقبلة، قال لافروف إنّ بلاده ستراجع مجمل العلاقات، مضيفاً أنه سيتم تقديم الاقتراحات بهذا الخصوص إلى الرئيس، فلاديمير بوتين.
وأوضح الوزير الروسي أنّ بلاده لا تريد «حرباً مع تركيا، وعلاقتنا مع الشعب التركي لم تتغير، ولدينا أسئلة إلى القادة الأتراك»، وشرح أنّ التوصية الصادرة عن وزارة الخارجية الروسية لمواطنيها بعدم زيارة تركيا «تعتمد على تحليل موضوعي لمستوى الخطر الإرهابي في هذه البلاد».
وجاء إعلان وزير الخارجية الروسي ظهر اليوم، عقب صدور مواقف روسية تعرب عن استعدادها لتشكيل «هيئة أركان مشتركة» ضد تنظيم «داعش»، تضمّ فرنسا والولايات المتحدة، وحتى تركيا، في وقت قال فيه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إنه سيتم نشر منظومة «إس 400» للدفاع الجوي في قاعدة حميميم في سوريا.

(الأخبار، روسيا اليوم)