معظم كليات الجامعة اللبنانية مستباحة لقوى الامر الواقع، يسيطر كل حزب على كلية كما العصابة. الا ان ما يحصل في الفرع الاول في كلية الاعلام، في ظل سيطرة حركة امل، يتجاوز كل الحدود.يوم الاربعاء الماضي، نظّم مجلس فرع الطلاب (الذي يسيطر عليه طلاب من حركة امل) استعراضا للمغامرات الخطرة (الرابيل) في مناسبة ذكرى الاستقلال من دون تأمين ادنى شروط السلامة، ما ادّى الى سقوط الطالب احمد البواب اثناء قفزه من سطح مبنى الكلية، وهو يقبع حاليا في مستشفى الزهراء بعد اصابته اصابة بالغة.

فتحت قوى الامن تحقيقا بالحادث، الا ان انتشار تسجيل فيديو يُظهر سقوط البواب وارتطامه بالارض ساهم باثارة ردود فعل كثيرة داخل الكلية وخارجها.
هذا التسجيل نشره الطالب محمد ادريس، الذي كان يصوّر الاستعراض بواسطة هاتفه، ما اثار غضب مناصري حركة امل في الكلية، مشيرين إلى ان هدفه تحميلهم مسؤولية ما اصاب البواب واثارة السخط عليهم. فاقدم عدد منهم على الاعتداء عليه بالضرب المبرح في حرم الكلية، ما اصابه بجروح ورضوض في جسده.
حاولت «الاخبار» الاستفسار من مدير الكلية رامي نجم عن الملابسات والاجراءات التي ستتخذ بحق منظمي الاستعراض الخطر والمعتدين على ادريس، الا ان ذلك تعذّر، فيما رفض رئيس مجلس فرع الطلاب محمد أيوب التعليق على الحادثتين. الا ان معلومات افادت ان نجم ينوي اتخاذ الاجراءات التي تنص عليها انظمة الكلية.
بحسب افادات بعض الطلاب، تلقى الطلاب الحاضرون لحظة وقوع البواب تحذيرات بعدم نشر أي صورة أو فيديو أو تسريب أي معلومة لأي من الوسائل الاعلامية حول الحادثة، تحت طائلة «الاقتصاص منهم»، لكن التسجيل سُرّب في اليوم نفسه، ولم ينكشف مصدره الا أمس. تقول الافادات ان الطالب باسل ر. استدرج ادريس بحجة التحدّث اليه. التقيا على درج الكلية فانهال عليه بالضرب ودفعه الى ملعب الكلية، حضر الطالب علي ع. (نائب رئيس مجلس فرع الطلاب) ومهدي أ. ص. (عضو مجلس فرع الطلاب) واخرون من الطلاب المحسوبين على حركة امل، اضافة الى ثلاثة شبان من خارج الكلية، وشاركوا جميعهم في الاعتداء عليه جسديا والمس بكرامته، ثم طردوه من حرم الكلية، متوعدين بضربه مجددا اذا حاول دخولها. حصل كل ذلك من دون ان يتدخل احد من عناصر القوى الأمنية وعناصر امن الجامعة المرابطين عند مدخل الكلية.
اللافت ان حركة أمل تحرّكت هذه المرّة لضبضبة القضية. زار وفد منها منزل ادريس، واصرّ الوفد على مرافقته الى مستشفى الزهراء للمعالجة على نفقة الحركة، ثم خرج برفقة الوفد الى أحد مكاتب الحركة، فجرى التعهد له بمعاقبة المعتدين وتقديم اعتذار له، ولكن بشرط عدم اثارة القضية في وسائل الاعلام. حاولت «الأخبار» الاتصال بمسؤول مكتب الشباب والرياضة أو المسؤول الاعلامي في حركة أمل ولم تلق اجابة.