«الصراع، الهجرة، الهوية: الكتّاب في مواجهة فوضى العالم»، بهذه التيمة يخرج «بيت الكتّاب اللبناني» للعام الثالث على التوالي، محاولاً مقاربة القضايا والصراعات السياسية وإفرازاتها الاجتماعية، مع روائيين لبنانيين وأجانب مع تقديم نتاجاتهم الأدبية التي شرّحت أحداثاً مضت وما زالت عالقة إلى اليوم، أو قاربت مواضيع حيّة لها أبعادها الإنسانية والمجتمعية.


في «متحف سرسق» (الأشرفية)، يجمع «بيت الكتّاب اللبناني» اليوم وغداً تسعة روائيين من سبعة بلدان، حول 4 محاور رئيسية، ستكون بمثابة فسحة لتقديم أعمالهم الأدبية. مؤسس «بيت الكتّاب اللبناني»، شريف مجدلاني، يشدّد في اتصال مع «الأخبار» على أهمية هذه الندوات التي تخصّ الأدب العالمي المعاصر، وضرورة تلاقحه مع الإنتاج الأدبي اللبناني.

«صراعات وفقدان الذاكرة» عنوان أول المحاور (بالفرنسية ـــ 19/5 س:17:30). يشارك فيها كل من الروائية والشاعرة اللبنانية هيام يارد التي ستقدم في ضوء روايتها الأخيرة Tout est Halluciné تيمة فقدان الذاكرة عند اللبنانيين بعد الحرب الأهلية ورفضهم إعادة قراءة ما حدث، واستمرار الصراعات والعنف بينهم. إلى جانب يارد، يظهّر الروائي السويسري الكاميروني ماكس لوب، حرباً دامية طمست مع الوقت، وتحديداً حرب الكاميرون.

ومع الحروب والتصالح مع ذاكرتها أو إهمالها، يطل محور «الهامشية في المجتمعات العربية»، مع تقديم نموذجين اثنين من لبنان ومصر. في ضوء روايتها «يا سلام»، تتولى الروائية اللبنانية نجوى بركات الحديث عن بيروت ما بعد الحرب، ومقاتليها (السابقين) الذين يحنّون إليها اليوم، ويعيشون على هامش مدينتهم، ولم يجدوا مكاناً لهم بعد. العيش على أطراف المدينة وما يستدعيه من سلوكيات في التفكير والعيش، يقاربه الروائي المصري محمد الفخراني عبر التوقف عند عشوائيات تزنز القاهرة، وتعتاش على العنف في العيش والتعامل مع الآخر.

الصراعات الدموية خصوصاً في العالم العربي، وإفرازاتها، من هجرة وتهجير وفقدان أي شعور إنساني، ستحضر غداً ضمن محور «الهجرة والمجتمعات المختلطة»، مع الروائية الكندية، مادلين تيان التي خبرت صعوبة الاندماج ومعنى الهجرة من ماليزيا إلى كندا. ستقدم تيان مقاربة أدبية لقصة فتاة هربت من نيران الحرب الأهلية الكمبودية، وظلت الوحيدة الناجية بين عائلتها إلى كندا، وكيف بدأت تحدياً جديداً في إرادة العيش هناك.

كيري يونغ، الروائية التي ولدت في جامايكا، من أب صيني وأم أفريقية، وتقيم في بريطانيا، ستتناول في مداخلتها العنف الذي ينشأ داخل الأقليات في طور اندماجهم مع المجتمع الأكبر في جامايكا. هنا، تضيء يونغ وهي الأكثر معايشة لمعنى الاختلاف والاختلاط، على هذا الصراع بين المجتمعات المختلطة.

«الهجرة والعنف» آخر المحاور نقاشاً، مع الفرنسي أرنو برتينا الذي يطل عبر روايته «الروح المتنقلة» على قضية الهجرة السرية وغير الشرعية إلى أوروبا، وكيف تحوّل المهاجرون إلى أشخاص مهمشين داخل هذه البلدان، مع كمّ كبير من العذابات وصعوبة العيش.

التركي هاكاي جونداي، سيضيء عبر روايته «Encore»، أو «أيضاً» الحاصلة على جائزة Medicis، على قضية سماسرة الموت الأتراك الذين حوّلوا المهاجرين إلى بضائع وأسقطوا عن أنفسهم أي معيار إنساني، ولا يغيب المهاجرون السوريون طبعاً عن القضية.

وبعد سلسلة الندوات في «متحف سرسق»، يطل الروائي الفرنسي فرنسوا بون في مقهى «المعهد الفرنسي في لبنان» يوم 24 أيار (مايو)، ضمن مشروع «حكايات حقيقية من المتوسط»، التي ينظمها «بيت الكتّاب الدولي»، بعدما كان الشاعر بيار بارلان ضيفاً في العام الماضي.


«الصراع، الهجرة، الهوية: الكتّاب في مواجهة فوضى العالم»: بدءاً من 17:30 مساء اليوم حتى غد السبت ــ «متحف سرسق» (الأشرفية) ــ للاستعلام: 01/334133